responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الشيعة: نص الحوار مع المستشرق كوربان المؤلف : العلامة الطباطبائي    الجزء : 1  صفحة : 282

يتساءل د. الوردي بعد عدّة صفحات: و هنا قد يعترض سائل فيقول: اين ذهب ابن سبأ في هذه المعمعة الكبرى؟إن من أغرب الامور أن نجد ابن سبأ حاضرا في كلّ حادثة من حوادث الثورة على عثمان، و الحوادث التي جرت بعدها، ثم نراه غائبا في معركة صفين، يوم قتل عمّار بن ياسر. فلما ذا اختفى هذا الداهية الدهماء في تلك المعركة الطاحنة، و أين اختفى؟

إنّ المؤرخين لم يجيبوا على هذا السؤال المحيّر قليلا أو كثيرا. الواقع ان ابن سبأ لم يختف اثناء معركة صفين. فهو بالأحرى لم يكن له وجود حقيقي حتى يختفي. إنّه كان وهما، كما ذكرنا في فصل سابق. و الوهم يأتي و يذهب تبعا لمقصد أصحابه و المخترعين له.

ثم يضيف الوردي: يخيّل لي ان حكاية ابن سبأ من أوّلها إلى آخرها كانت حكاية متقنة الحبك رائعة التصوير. إن القرشيين لم يكونوا دهاة في ميدان السياسة فحسب، فقد كانوا ماهرين في فنّ القصص أيضا.

و يبدو أن قريشا كانت في أيام عثمان تتحدّث عن عمّار بن ياسر في منتدياتها الخاصة و تشتمه سرّا، حيث لم تكن ترى من مصلحتها اعلان شتيمته أمام الناس آنذاك.

و ربما سمع أحد الرواة قريشا تلهج بذكر ابن السوداء و تشتمه، فظنّ انها تعني شخصا آخر غير عمّار بن ياسر.

و من يدري فلعلّ حكاية ابن سبأ نشأت في أوّل الأمر من هذا الظنّ الخاطئ ثم تراكمت حولها الأساطير بعد ذلك شيئا فشيئا. و من غرائب التاريخ ان نرى كثيرا من الامور التي تنسب الى ابن سبأ موجودة في سيرة عمّار بن ياسر على وجه من‌

اسم الکتاب : الشيعة: نص الحوار مع المستشرق كوربان المؤلف : العلامة الطباطبائي    الجزء : 1  صفحة : 282
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست