responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الشيعة: نص الحوار مع المستشرق كوربان المؤلف : العلامة الطباطبائي    الجزء : 1  صفحة : 281

الى قوم يزعمون أنهم يطلبون بدم الظالم لنفسه، الحاكم على عباد اللّه بغير ما في كتاب اللّه... فقال هؤلاء-الذين لا يبالون إذا سلمت لهم دنياهم و لو درس هذا الدين-: لم قتلتموه؟فقلنا: لإحداثه. فقالوا: إنّه لم يحدث شيئا؛ و ذلك لأنّه مكّنهم من الدنيا فهم يأكلونها و يرعونها و لا يبالون لو انهدمت عليهم الجبال. و اللّه ما أظنّهم يطالبون بدمه. إنّهم يعلمون أنّه لظالم، و لكن القوم ذاقوا الدنيا و استحبوها و استمرءوها، و علموا أن صاحب الحقّ لو وليهم لحال بينهم و بين ما يأكلون و يرعون فيه منها» [29] .

و قد ذكر ابن العربي في كتابه انّ عمّارا قال ذات مرّة: لقد كفر عثمان كفرة صلعاء. فلما سمع عليّ عمّارا يكفّر عثمان، لامه على ذلك.

و هذا الأمر هو الذي بعث المؤرخين على القول بأنّ السبئيين اتصلوا بعمّار و التفوا به ليستميلوه‌ [30] .

بعد ان ينقل الدكتور علي الوردي اقوال ابن العربي هذه، يعود ليكتب: و لكن هؤلاء المؤرخين لم يقولوا عن عمّار أنّه كان سبئيا، كأنّهم لم يجرءوا أن يطلقوا عليه هذا النعت الذميم، و هو ذلك الصحابي الجليل الذي عذّب في سبيل اللّه كثيرا و تحدّث النبيّ بفضله مرارا.

الواقع انّه كان سبئيا بكلّ ما في هذه الكلمة من معنى. و قد ظلّ سبئيا حتى مات. و أتصوّر انّه كان زعيم السبئيين الأكبر، أي انّه ابن سبأ بالذات‌ [31] .


[29] انظر: عبد اللّه السبيتي، عمّار بن ياسر، ص 150-151.

[30] العواصم و القواصم، ابن العربي، ص 150-151.

[31] وعّاظ السلاطين: ص 172، 174

. غ

اسم الکتاب : الشيعة: نص الحوار مع المستشرق كوربان المؤلف : العلامة الطباطبائي    الجزء : 1  صفحة : 281
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست