responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الشيعة: نص الحوار مع المستشرق كوربان المؤلف : العلامة الطباطبائي    الجزء : 1  صفحة : 156

هذا هو الاشكال الذي نواجهه عموما في البحث الفلسفي. و الذي يزيده تعقيدا ان وسيلتنا للتفاهم و أداتنا لنقل هذه المقاصد و المباحث الكلية و انتقالها ذهنيا، هي هذه الالفاظ و التراكيب الكلامية الناقصة.

اللغة هي نتيجة حاجة الانسان الاجتماعي. فالانسان الاجتماعي حين اجتمع الى افراد نوعه، و أرادوا ان يتوفروا على رفع احتياجاتهم بشكل جماعي، اضطروا الى «وضع» علامات تكشف عن مقاصد بعضهم لبعض.

و في النتيجة انتخبت الالفاظ و الاشارات عن طريق الوضع. و بهذه الوسيلة استطاع الانسان الاجتماعي ان يهدي الآخرين من بني نوعه الى مقاصده في باب العمل؛ اي فيما يرتبط بالمادة المحسوسة.

هذه الوسيلة (اللغة) لها ارتباط كلي من حيث الطبع و الظهور الابتدائي بالمحسوسات، و بالاشياء التي هي في حكم المحسوس، و في مستوى فهم الانسان الاول. اما الرابطة مع المفاهيم الكلية فقد ظهرت تدريجيا و فيما بعد، في المراحل اللاحقة.

ثم ان هذه المفاهيم ظلّت حتى بعد ظهورها و تداولها في قيد المادة، و الزمان و المكان، و لم تخرج عن أسار الطبيعة.

و من هنا يتضح؛ أية ضجة ستثار عند ما يطلّ البحث الفلسفي و يدخل الى الميدان، خصوصا فلسفة ما وراء الطبيعة؛ التي تبحث في كليات عالم الوجود دون قيد من المادة و الطبيعة، و تدرس الواقعيات التي تدور خارج الزمان و المكان، و ذلك في التفاهم الذي تروم الى تحقيقه من خلال هذه المعلومات، و لكن بواسطة البيان اللفظي.

اسم الکتاب : الشيعة: نص الحوار مع المستشرق كوربان المؤلف : العلامة الطباطبائي    الجزء : 1  صفحة : 156
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست