responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الشيعة في مسارهم التاريخي المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 1  صفحة : 704

قال ياقوت‌ [1] : الحلّة بالكسر ثمّ التشديد و هو في اللّغة القوم النزول و فيهم كثرة، و الحلّة علم لعدّة مواضع أشهرها حلّة بني مزيد مدينة كبيرة بين الكوفة و بغداد كانت تسمّى الجامعين أول من عمرها، و نزلها سيف الدولة صدقة بن منصور بن دبيس بن عليّ بن مزيد الأسدي و كانت منازل آبائه الدور من النيل، فلما قوي أمره و اشتدّ أزره و كثرت أمواله لاشتغال الملوك السّلجوقية بالحروب بينهم إنتقل إلى الجامعين موضع في غربيّ الفرات ليبعد عن الطالب و ذلك في المحرم سنة (495 هـ) و كانت أجمة تأوي إليها السّباع فنزل بها بأهله و عساكره و بنى بها المنازل الجليلة و الدور الفاخرة و كذلك أصحابه، فصارت ملجأ و قصدها التجار فصارت أفخر بلاد العراق و أحسنها مدّة حياته، فلما قتل بقيت على عمارتها، فهي اليوم قصبة تلك الكورة.

و قال ابن الأثير [2] : في سنة (495 هـ) بنى سيف الدولة صدقة بن مزيد الحلّة بالجامعين و سكنها، و إنما كان يسكن هو و آباؤه قبله في البيوت العربية.

و كان قد شقّ جدولا صغيرا من الفرات من عند بلد المسيب إلى الكوفة ليسقي أهل النجف إذ لا ماء لهم شروب، و كان أغنياؤهم يجلبون الماء من الكفل و فقراؤهم يشربون ماء الآبار المالح و ذلك بنفقة إمرأة من الشيعة هندية مثرية فنسب النهر إليها فقيل نهر الهندية، و كان أوله ما يدير الرحى فما زال يكبر لرخاوة الأرض حتى صار بقدر النهر الّذي يذهب إلى الحلّة و صار يقال له شط الهندية و للآخر شط الحلّة.

و قسم شط الهندية إلى أقسام أحدها يمرّ بالكوفة و الباقي يسقي مزارع و أراضي كثيرة كلّها عرف بالهندية، و حدثت عليه قرى و بلدان كثيرة مثل طويريج و غيرها، ثم جعل شطّ الهندية يزيد و شط الحلّة ينقص حتى كاد يتحوّل الفرات كلّه إلى شطّ الهندية، و جعل شطّ الحلّة ييبس في الصيف الّذي هو وقت الحاجة إلى السّقي، و انقطعت منه زراعة الأرز و اقتصر أهله على زرع بعض الشعير و نحوه


[1] معجم البلدان، ياقوت الحموي: 2/338، رقم: (3864) .

[2] الكامل في التاريخ، ابن الأثير: 10/351.

اسم الکتاب : الشيعة في مسارهم التاريخي المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 1  صفحة : 704
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست