responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الشيعة في مسارهم التاريخي المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 1  صفحة : 702

و قال المعاصر في نهر الذهب: لم يزل الشيعة بعد عهد سيف الدولة في تصلّبهم حتى حلّ عصبتهم و أبطل أعمالهم نور الدين الشهيد (543 هـ) و من ذلك الوقت ضعف أمرهم غير أنّهم ما برحوا يجاهرون بمعتقداتهم إلى حدود (600 هـ) فأخفوها، ثم ذكر أن مصطفى بن يحيى بن قاسم الحلبي الشهير بطه زاده فتك بهم في حدود الألف فأخفوا أمرهم، و ذكر بعض ما كان يفعله الحلبيون مع الشيعة من الأعمال الوحشية و المخازي و القبائح التي سوّدت وجه الإنسانية و يخجل القلم من نقلها، و قد كان في الحجّة و البرهان لو كان ما يغني عن الأذى و الأضرار و الأعمال الوحشية.

و في مجالس المؤمنين‌ [1] : أهل حلب كانوا في الأصل شيعة و إلى أواخر زمان الخلفاء العباسية كانوا على مذهب الإمامية، و الظاهر أنه في زمان انتقال تلك الولاية إلى حكم السّلاطين العثمانية أجبروا على ترك مذهبهم.

و ما مرّ من فعل طه زاده يؤيد ذلك، فإنّ إستيلاء العثمانيين على حلب كان في أوائل المائة العاشرة.

و بالجملة سبب إنقراض الشيعة من حلب هو ظلم الملوك و جورهم و تعصّب العامة، و ابتداؤه أوائل القرن السّادس و شدّته في القرن السّابع و تناهيه في أوائل القرن العاشر، و لكن العادة قاضية أنه لا بد أن يكون بقي فيها جماعات من الشيعة تحت ستر الخوف و التقيّة، فإما أنهم بقوا على تشيّعهم حتى اليوم مستترين أو أخرجهم عن التشيّع تعاقب السنين.

و في نهر الذهب: إنه لم يزل يوجد في حلب عدّة بيوت معلومة يقذفهم بعض الناس بالرفض و التشيّع و يتحامون الزواج معهم مع أن ظاهرهم على كمال الإستقامة و موافقة أهل السنّة، فانظر و اعجب، و ينسب إلى حلب من رواة الشيعة الأقدمين آل أبي شعبة في أواسط المائة الثانية و هم: عبيد اللّه بن عليّ بن أبي شعبة الحلبي و إخوته محمّد و عمران و عبد الأعلى، و أبوه عليّ بن أبي شعبة، و عمّه عمر ابن أبي شعبة الحلبي، و إبن أخيه أحمد بن عمران بن عليّ بن أبي شعبة، و هم


[1] مجالس المؤمنين: 356.

اسم الکتاب : الشيعة في مسارهم التاريخي المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 1  صفحة : 702
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست