اسم الکتاب : الشيعة في مسارهم التاريخي المؤلف : الأمين، السيد محسن الجزء : 1 صفحة : 692
«ت»
تبّت:
بضم التاء و كسر الباء المشددة أو فتحها أو بفتح التاء و ضم الباء المشددة، بلاد متاخمة لبلاد الهند و فيها عدد كثير من الشيعة، و فيهم علماء يتعلمون العلوم الدينية في الهند و في النجف الأشرف، و رأيت بعض حجّاجهم بدمشق فسألتهم عن حالة الشيعة عندهم، فقالوا: إنّ عددهم يزيد آنا فآنا، فسألتهم عن سبب ذلك؟فقالوا: إننا جمعنا و قررنا أن نجعل دعاية لمذهبنا فوجدنا أن أنجح دعاية لذلك هي تحسين أعمالنا و أخلاقنا باستعمال الصدق و الأمانة و الأخلاق التي أمر بها الإسلام، فلمّا فعلنا ذلك قال الناس لو لم يكن دين هؤلاء حقا لما كانوا بهذه الأخلاق و الأفعال الحسنة، فجعلوا يدخلون في ديننا من الوثنيّين و غيرهم.
و في معجم البلدان [1] : تبت بلد بأرض الترك في الإقليم الرابع المتاخم لبلاد الهند، لهم مدن و عمائر كثيرة و لأهلها حضر و بدو، و في بلاد التبت خاصية إنّه لا يزال الإنسان بها ضاحكا، و سمّيت تبت بمن ثبت فيه و رتب من رجال حمير، ثم أبدلت الثاء تاء لأن الثاء ليست في لغة العجم، و ذلك أن تبّع الأقرن سار من اليمن حتى عبر جيحون و أتى سمرقند فبناها، ثم سار نحو الصين شهرا فابتنى هناك مدينة أسكنها ثلاثين ألفا من أصحابه و سمّاها ثبت، و افتخر دعبل الخزاعي بذلك في قصيدة عارض بها الكميت، فقال:
و هم كتبوا الكتاب بباب مرو # و باب الصّين كانوا الكاتبينا
و هم سمّوا قديما سمرقندا # و هم غرسوا هناك التبتينا [2]
و أهلها على زيّ العرب إلى هذه الغاية، و لهم فروسية و بأس و كانوا يسمّون كلّ من ملكهم تبعا إقتداء بأولهم، ثم تغيّرت هيئاتهم و لغتهم إلى ما جاورهم من الترك، و الأرض التي بها ظباء المسك التبتي و الصيني واحدة متصلة.