اسم الکتاب : الشيعة في مسارهم التاريخي المؤلف : الأمين، السيد محسن الجزء : 1 صفحة : 356
طاهر بأصل الخلقة و شك في عروض النجاسة عليه، و إن كان اشتهر أن هذا من جهة أصالة الطهارة، لكن الوجه أنه من جهة الاستصحاب و لا يكاد يفهم من الروايتين أصل آخر غير الإستصحاب.
و روى الشيخ الطوسي [1] بإسناده عن الحسين بن سعيد، عن حماد، عن حريز، عن زرارة، قال: قلت له الرجل ينام و هو على وضوء و لا ينام القلب و الأذن و إذا نامت العين و الأذن و القلب وجب الوضوء، قلت: فإن حرك إلى جنبه شيء و لم يعلم به، قال: لا حتى يستيقن أنه قد نام حتى يجيء من ذلك أمر بيّن و إلاّ فإنه على يقين من وضوئه، و لا ينتقض اليقين أبدا بالشك و إنما ينقضه بيقين آخر.
و روى الصدوق [2] بإسناده عن عبد الرحمن بن أبي عبد اللّه، أنه قال للصادق عليه السّلام: أجد الريح في بطني حتى أظن أنها قد خرجت؟فقال: ليس عليك وضوء حتى تسمع الصوت أو تجد الريح (الحديث) .
و روى الكليني [3] عن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، عن العباس بن عامر، عن عبد اللّه بن بكير، عن أبيه، قال: قال لي أبو عبد اللّه عليه السّلام: إذا استيقنت أنك قد أحدثت فتوضأ، و إيّاك أن تحدث وضوءا أبدا حتى تستيقن أنك قد أحدثت.
و روى الشيخ الطوسي [4] بإسناده عن الحسين بن سعيد، عن حماد، عن حريز، عن زرارة، قال: قلت له أصاب ثوبي دم رعاف أو غيره أو شيء من مني -إلى أن قال-: فإن ظننت أنه قد أصابه و لم أتيقن ذلك فنظرت فلم أر شيئا ثم صلّيت فرأيت فيه؟قال: تغسله و لا تعيد الصلاة، قلت: لم ذلك؟قال: لأنك كنت على يقين من طهارتك ثم شككت فليس ينبغي لك أن تنقض اليقين بالشك أبدا، قلت: فهل عليّ إن شككت في أنه أصابه شيء أن أنظر فيه قال: لا