اسم الکتاب : الشيعة في مسارهم التاريخي المؤلف : الأمين، السيد محسن الجزء : 1 صفحة : 292
و تضمن بعضها الكلام على بطلان القياس بأوضح بيان و برهان، و علّم الناس العدل و المساواة و بثّ من الحكم و المواعظ و الآداب و سياسة الملك و الرعية ما تستمد منه الناس إلى يوم القيامة، و عهده للأشتر شاهد صدق بذلك.
و أخذ عنه الناس علم التفسير و علوم القرآن، فستعرف أنه أملى كتابا فيه ستون نوعا من أنواع علوم القرآن، و ذكر لكل نوع مثالا يخصّه و أنه الأصل لكلّ من كتب في أنواع علوم القرآن، و في كتاب محاضرة الأوائل، عن السّيوطي في الاتقان [1] في النوع الثمانين في طبقات المفسرين، أنه قال: اشتهر بالتفسير من الصحابة عشرة و عدّ منهم الخلفاء الأربعة، ثم قال: و أكثر من روي عنه عليّ بن أبي طالب، قال في خطبته: سلوني عن كتاب اللّه، فو اللّه ما من آية تسألوني عنها إلاّ أخبرتكم، و ما من آية إلاّ و أنا أعلم أبليل نزلت أم بنهار أم في سهل أو جبل، و قال: و اللّه ما نزلت آية إلاّ و قد علمت فيم أنزلت و أين أنزلت، إن ربّي وهب لي قلبا عقولا و لسانا سؤولا.
و في مناقب ابن شهراشوب [2] عن تفسير النقاش [3] قال ابن عباس: جل ما تعلّمت من التفسير من عليّ بن أبي طالب، و ابن مسعود أن القرآن أنزل على سبعة أحرف ما منها إلاّ و له ظهر و بطن، و إن عليّ بن أبي طالب علم الظاهر و الباطن.
و في المناقب [4] أيضا، عن فضائل العكبري: ما أحد أعلم بكتاب اللّه بعد نبيّ اللّه من عليّ بن أبي طالب.
و في المناقب [5] أيضا: سأله ابن الكوا و هو على المنبر: ما الذاريات ذروا؟
فقال: الرياح، قال: و ما الحاملات وقرا؟قال: السّحاب، قال: فالجاريات يسرا؟
[3] قال ابن النديم في الفهرست: النقاش أبو بكر محمّد بن الحسن الأنصاري من أهل الموصل، أحد القراء بمدينة السّلام، يرحل إليه توفي ببغداد سنة (351) و ذكر له عدّة مصنّفات منها كتاب التفسير (المؤلّف) .