responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الشيعة في مسارهم التاريخي المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 1  صفحة : 226

إلى ما يتعلق بالشيعة من الأغلاط و الاشتباهات العجيبة في بديهيات التاريخ و الافتراءات ما كنت أربأ به عن مثله و هو المدرس الأول للعلوم الاجتماعية بإحدى مدارس مصر الكبرى، وها أنا أنبه على هذه الأغلاط و أبيّن الصواب فيها و لا غرض لي في غيرها.

في النجف‌

قال: بدت النجف وضّاءة وسط البادية في رواء و بريق يراه المشاة من الحجّاج محطّ آمالهم و موضع عقيدتهم و فخارهم، و كثير منهم يقوم من بغداد على الأقدام، و كم أجهد منهم الأعياء و الجوع فماتوا في الطريق.

و أقول: يراه المشاة و الركبان من الزوار محطّ آمالهم و موضع عقيدتهم و فخارهم من جميع المسلمين و لا غرو أن يروه كذلك و هو مرقد صنو الرسول صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و زوج البتول عليه السّلام، و من قام الإسلام بسيفه و من هو مجمع الفضائل و المناقب فحقّ له أن يكون محطّ الآمال و موضع العز و الفخار لكلّ مسلم.

و تعبيره بالحجّاج مناف لعرف الإسلام، فالحج عند المسلمين إنما يكون لبيت اللّه الحرام، و غيره لا يسمى حجّا و إنما يقصده الزوار كما يقصدون ضريح السيّد أحمد البدوي و الرفاعي و غيرهما في مصر، و ضريح الشيخ عبد القادر، و الإمام أبي حنيفة و غيرهما في بغداد، و ضريح أمير المؤمنين عليّ عليه السّلام أولى بالزيارة و القصد من كلّ مقصود.

و لم نسمع أن أحدا قام من بغداد على الأقدام لزيارة النجف و لا سمعه سامع و لا قاله قائل قبله فضلا عن أن يكون الكثير منهم كذلك، و إذا كان قيام الكثيرين منهم من بغداد على الأقدام كذبا كان ما فرّعه عليه من إجهاد الإعياء و الجوع لهم و موتهم في الطريق كذبا و اختلاقا كأصله.

و الّذين يزورون النجف من البغداديّين كانوا يزورونه ركبانا قبل السّكة الحديدية و السيّارات، و في العهد الّذي جاء فيه إلى النجف هم يزورونه في القطار الحديدي و السيّارات، فزعمه هذا شي‌ء صوّرته له المخيلة أو اختلقه بأدبه و أمانته أو أخبره به كاذب.

اسم الکتاب : الشيعة في مسارهم التاريخي المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 1  صفحة : 226
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست