responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الشيعة في مسارهم التاريخي المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 1  صفحة : 182

التعاليم فيه هم الشيعة الّذين جاؤوا بعد ذلك، فإنهم حفظوا الدين الإسلامي و ألّفوا في جميع فنون الإسلام، و سبقوا الناس إلى التأليف في جملة منها و درسوها و علّموها الناس: من علم الكلام، و التفسير، و القراءة، و الحديث، و الأصولين، و الفقه، و الأخلاق و غيرها في كلّ عصر و زمان إلى اليوم بدون فصل و لا انقطاع، و سيأتي ذكر أسماء كثير من مؤلّفيهم و مؤلّفاتهم في البحث التاسع، ففي أي عصر و زمان كان التشيّع مأوى يلجأ إليه كلّ من أراد هدم الإسلام لعداوة أو حقد؟كلا بل ليس الحامل على هذا الكلام إلاّ العداوة للشيعة و الحقد أو الجهل.

خامسا: الحقّ أن منابذة عليّ عليه السّلام و شيعته هو الّذي كان مأوى يلجأ إليه من أراد هدم الإسلام لعداوة أو حقد أو حسد، و لو اتسع لنا المجال لبينّا له من هم الّذين أرادوا هدم الإسلام لعداوة أو حقد بما قتل سيف الإسلام من آبائهم و أجدادهم يوم بدر و غيره، و من هم الّذين أرادوا هدم الإسلام حسدا لأهل البيت عليه السّلام بما رأوا من فضائلهم و ميل النّاس إليهم.

سادسا: الحقّ أن التشيّع هو الّذي حفظ البقية الباقية من دين الإسلام، و كان مأوى يلجأ إليه من أراد اتباع الإسلام الكامل، و نثبت هذا بأجلى بيان و أقوى برهان:

كانت السياسة و لم تزل في كلّ عصر و زمان تستعين بالدين لأنها وجدت منه أقوى معين، فالمرء قد يسمح بدمه و لا يسمح بدينه، و قد رأى طلاب الملك و الإمارة من الأمويّين و العباسيّين ميل الناس إلى العلويّين لما كان لهم من الفضل في أنفسهم، و ما كان من تنويه النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم بفضلهم و الوصاية بالتمسك بحبلهم، فجهدوا في تنفير النّاس عنهم.

أما الأمويون فتارة باللّعن على المنابر عشرات السّنين، و أخرى بالمنع من الرواية عنهم و اتباع مذهبهم، بل من أن يسمّى أحد بإسمهم، و ثالثة: ببذل الأموال لمن يختلق لهم الأحاديث في ذمهم و مدح أعدائهم، و رابعة: بمنع الحقوق و الأذى و غير ذلك.

و أما العباسيون: فعمدوا إلى نحو ذلك و منعوا النّاس من اتباع مذهبهم و الرواية عنهم، و قرّبوا من يعاديهم و أبعدوا من يواليهم، و حملوا الناس على اتباع‌

اسم الکتاب : الشيعة في مسارهم التاريخي المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 1  صفحة : 182
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست