اسم الکتاب : الشيعة في مسارهم التاريخي المؤلف : الأمين، السيد محسن الجزء : 1 صفحة : 147
و من غرائب الرافعي في كتابه هذا الّذي سمّاه تحت راية القرآن، أنه قال: ما يزال المسلمون يروون إلى اليوم قول ابن الزبعرى:
حياة ثمّ موت ثمّ نشر # حديث خرافة يا أمّ عمرو
و قال في الحاشية ينسب هذا البيت لأبي نواس أيضا ولديك الجن، و نسبة البيت إلى ابن الزبعرى كنسبة قفا نبك إلى امرىء القيس، و بانت سعاد إلى كعب بن زهير لا مساس له بشعر أبي نواس و لا ديك الجن المسلمين باتفاق المسلمين و لكنهما من الشيعة.
و أورد في كتابه المذكور: إن طه حسين، قال في حقّ أبي سفيان عند فتح مكة: إنه نظر فإذا هو بين اثنتين، إما أن يمضي في المقاومة فتفنى مكة، و إما أن يصانع و يصالح و يدخل فيما دخل فيه النّاس، و ينتظر لعلّ هذا السّلطان السّياسي الّذي انتقل من مكّة إلى المدينة و من قريش إلى الأنصار أن يعود إلى قريش و إلى مكّة مرّة أخرى، و ألقى الرماد على هذه النار التي كانت متأججة بين قريش و الأنصار، و أصبح النّاس جميعا في ظاهر الأمر إخوانا مؤتلفين في الدين، و قد طال انتظار أبي سفيان حتى قام حفيده يزيد بن معاوية فانتقم من غزوة بدر في وقعة الحرّة، و يزيد صورة صادقة لجدّه أبي سفيان في السّخط على الإسلام و ما سنّة للنّاس من سنن [1] .
ثم قام الرافعي يدافع عن أبي سفيان و يعدد مناقبه، ثم قال: على أن الّذي ما يقضى منه العجب أن رأي طه حسين هذا هو بعينه و نصّه رأي الرافضة و مذهبهم، فقد زعموا أن الصحابة كانوا منافقين في حياة رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلّم فكيف يتفق كلّ هذا في كتاب الجامعة، و هل الّذي فيها أستاذ للآداب أم هو أستاذ للكفر و الرفض [2] .
و نقول: لندع للرافعي مناظرته مع طه حسين وردّه عليه، و لكنّا نسأل الرافعي لماذا لم يذكر في مناقب أبي سفيان حديث الراكب و السّائق و القائد، و ما قاله أبو