responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الشيعة في مسارهم التاريخي المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 1  صفحة : 120

و الّذي يدلّنا على أن المنابذة للشيعة أصلها السياسة، و أن الدين الإسلامي منها بري‌ء، إننا إذا رجعنا إلى مبدأ الدعوة الإسلامية التي قام بها نبيّنا محمّد صلى اللّه عليه و آله و سلّم وجدنا أنه كان يقبل في الإسلام إظهار الشهادتين و الإلتزام بالصلاة و الصيام و سائر ضروريات الإسلام، بل كان يقبل ذلك من قوم أظهروا الشهادتين و السيف على رؤوسهم، فقبله من المغيرة بن شعبة و قد قتل رجلا بمكّة و هرب إلى النبيّ صلى اللّه عليه و آله و سلّم و أظهر الإسلام، و قبله من مسلمة الفتح و قد أسلموا و الجيش الإسلامي متسلّط عليهم مع عدم قدرتهم على المقاومة و علمهم بأنهم إن لم يسلموا قتلوا، و قتل رجل من أصحابه في بعض الحروب مشركا أظهر الإسلام فلامه على ذلك فاعتذر بأنه إنما أظهره و السيف على رأسه، فقال له ما معناه: هلاّ شققت عن قلبه.

و الحاصل: أن الاكتفاء بإظهار الشهادتين و الالتزام بضروريات الدين مما لا ريب فيه، و بهذه المساهلة ظهر الإسلام و انتشر، و لم نجد في الآثار و الأخبار و لا في متن الدين و حواشيه أنه صلى اللّه عليه و آله و سلّم كان يشترط في الإسلام الاعتقاد في أصحابه و درجات فضلهم و منزلتهم، و الاعتقاد بخلق القرآن و عدم خلقه، و بالكلام النفسي، و خلق الأفعال، و رؤية الباري تعالى يوم القيامة، و عينية الصفات و عدمها و غير ذلك، أو أن النبيّ صلى اللّه عليه و آله و سلّم أخرج أحدا من ربقة الإسلام بسبب شي‌ء من ذلك، و لو كان لنقل، لتوفر الدواعي إليه. و إنما هذا شي‌ء حدث بعد ذلك في الدولتين الأموية و العباسية و كان الباعث عليه السياسة لا غير، و الأخبار التي تروى في هذا الباب وضعها من لا حريجة له في الدين تقرّبا إلى الملوك و الأمراء، و تلقّاها بالقبول من لم يعلم حقيقتها أو حمله رسوخ التقليد في نفسه على عدم إنعام النظر في صحتها و بطلانها.

و إذا وصلنا إلى هنا فلننظر و لندقق في عقائد الشيعة الإمامية الاثني عشرية.

اسم الکتاب : الشيعة في مسارهم التاريخي المؤلف : الأمين، السيد محسن    الجزء : 1  صفحة : 120
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست