اسم الکتاب : الشيعة في الإسلام المؤلف : العلامة الطباطبائي الجزء : 1 صفحة : 51
بالنيران [1] ، و لم تمض فترة حتى اتخذوا سيرة بني أمية نهجا لهم، فلم يتوانوا عن القيام بالأعمال المشينة و المنافية للشريعة، فظلموا و جاروا على الناس.
سجن «أبو حنيفة» و هو أحد رؤساء المذاهب الأربعة، في زمن المنصور [2] ، و لاقى أنواع التعذيب، و ضرب «ابن حنبل» أحد رؤساء المذاهب الأربعة، بالسياط [3] ، و قضي على الإمام السادس للشيعة الإمامية بالسم [4] ، بعد الأذى و التعذيب. و كان يقدم العلويون جماعات لضرب أعناقهم، أو يدفنوا و هم أحياء، أو يوضعوا أحياء في الجدران، و أسس الأبنية الحكومية.
و أما هارون الرشيد الخليفة العباسي، فقد توسعت في زمنه الإمبراطورية الإسلامية، و كان ينظر أحيانا الشمس مخاطبا إياها بقوله: أشرقي في أيّ مكان شئت فإنك لن تشرقي خارج ملكي.
فمن جهة كان جيش الخليفة يحارب و يتقدم في أقصى الشرق و الغرب في العالم، و من جهة أخرى يشاهد على جسر بغداد و الذي لا يبعد عن قصره سوى خطوات، الجباة يأخذون من المارّة حق العبور دون علم الخليفة و إذنه، و يذكر أن الخليفة نفسه، عند ما أراد عبور الجسر ذات يوم، طولب بحقّ العبور [5] .