responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الشيخ الطبرسي إمام المفسرين في القرن السادس المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 57

الجواب‌

و أمّا الإجابة فبوجود الفرق الواضح بين العقلاء و الأرباب المفروضين، فإنّ عمل العقلاء مبني على علومهم، و ليست هي إلاّ قوانين كلية مأخوذة من النظام الخارجي الجاري في العالم. فللنظام الخارجي نوع تقدّم على تلك الصور العلمية و هي تابعة لنفس النظام الخارجي، فعند ذلك يتصالح العقلاء المتنازعون حسب ما تنكشف لهم المصلحة، فيأخذون بالطريق الوسط الذي تجتمع فيه مصالحهم و أغراضهم و غاياتهم. هذا هو حكم العقلاء المتنازعين أوّلا فالمتنازلين ثانيا حسب تطابق أعمالهم على النظام السائد.

و أمّا الأرباب المفروضون فالأمر فيهم على العكس، لأنّ الكيفية الخارجية تتبع علمهم، لما عرفت من أنّ التدبير ليس منفكّا عن الخلق و الإيجاد، و ليس شأنهم شأن مدراء الدوائر و المنشآت حيث إنّ شأنهم التبعية للسنن السائدة فيها كما عرفت، فإنّ تدبير الآلهة تدبير تكويني ينشأ عن الخلق و الإيجاد و لو بقاء لا حدوثا، فعند ذلك يكون الخارج تابعا لعلمهم لا أنّهم يتّبعون الخارج و السنن الموجودة فيه. و على ضوء ذلك فلا معنى للتوافق في التدبير.

و باختصار هناك فرق بين تدبير خال عن الإيجاد و الخلق كرئيسين بالنسبة إلى مرؤوسيهما، فيمكن تصالحهما على كيفية الاستفادة منها، و بين‌

اسم الکتاب : الشيخ الطبرسي إمام المفسرين في القرن السادس المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 57
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست