اسم الکتاب : الشيخ الانصاري : رائد النهضة العلمية الحديثة المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر الجزء : 1 صفحة : 17
و لمّا لم يكن هذا النوع من الكتابة رافعا للحاجة و سادّا للفراغ لطروء مسائل مستحدثة و موضوعات جديدة لم ترد فيها سنّة بالخصوص استدعى الحال إلى ظهور نمط آخر يختلف عن سابقيه.
3. مرحلة التفريع و استخراج الفروع من الأصول
و قد قام في أوائل القرن الرابع لفيف من فقهاء الشيعة بإبداع منهج ثالث و هو الخروج عن حدود النصوص، و عرض المسائل على القواعد الكلّيّة الواردة في الكتاب و السنّة. و قد اشتهر [1] انّ أوّل من فتح هذا الباب في وجه الشيعة هو «الحسن بن علي بن أبي عقيل» المعاصر للكليني (المتوفّى 329 هـ) و يظهر من النجاشي في ترجمته أنّ كتابه «المتمسّك بحبل آل الرسول» كان مرجعا فقهيّا للشيعة يعمل به الناس كعملهم بالرسائل العمليّة في يومنا الحاضر. يقول النجاشي في حقّ هذا الكتاب: «ما ورد الحاجّ من خراسان إلاّ طلب و اشترى منه نسخا» . [2]
ثمّ اقتدى به: محمّد بن أحمد بن جنيد (المتوفّى 381 هـ) فألّف كتابين في هذا المضمار «تهذيب الشيعة لأحكام الشريعة» و كتاب «الأحمدي للفقه المحمّدي» [3] . و قد اتّهم ابن جنيد باستعمال القياس
[1] . بل تقدّم عليه لفيف من الأصحاب منهم فضل بن شاذان (ت 260) لاحظ كتابه: