اسم الکتاب : الشيخ الانصاري : رائد النهضة العلمية الحديثة المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر الجزء : 1 صفحة : 11
و قال الإمام الرضا عليه السّلام: «علينا إلقاء الأصول و عليكم التفريع» . [1]
و ليس التفريع إلاّ استخراج الفروع من الأصول الكلّيّة و تطبيق الكبريات على الصغريات، و لا يعنى من الاجتهاد إلاّ هذا.
و هذه الروايات و أضرابها-التي لو أراد الباحث أن يجمعها لكلّفه ذلك تأليف رسالة مفردة في ذلك المجال-تعرب عن وجود عملية الاجتهاد و الإفتاء في عصر الباقرين و بعده لو لم نقل بوجودها قبله. كيف لا و قد قال أبو جعفر الباقر عليه السّلام مخاطبا أبان بن تغلب: «اجلس في مسجد المدينة و أفت الناس فإنّي أحبّ أن يرى في شيعتي مثلك» . و قد توفي «أبان» [2] في سنة 141 هـ قبل وفاة الإمام الصادق عليه السّلام بسبع سنين.
كان الأئمّة عليهم السّلام يقومون بدور تعليم كيفيّة التفريع على الأصول و استخراج الأحكام من الكتاب و السنّة لأصحابهم، فهذا هو الإمام الباقر عليه السّلام يجيب «زرارة» بعد ما سأله بقوله: «من أين علمت أنّ المسح ببعض الرأس؟» ، بقوله-بعد كلام طويل-: «لمكان الباء في قوله سبحانه: وَ اِمْسَحُوا بِرُؤُسِكُمْ» .[3]
و هذا هو عبد الأعلى مولى آل سام سأل الإمام الصادق عليه السّلام
[1] . وسائل الشيعة 18: 40، الحديث 52 من الباب السادس من أبواب صفات القاضي.