و لما توفي أبو إسحاق سنة 384 رثاه بقصيدتة المشهورة التي مطلعها:
أرأيت من حملوا على الأعواد # أرأيت كيف خبا ضياء النادي
قد كنت أهوى أن أشاطره الردى # لكن أراد اللّه غير مرادي
الفضل ناسب بيننا إن لم يكن # شرفي مناسبه و لا ميلادي
و للمرتضى هنا كلمة في حق الصابي معروفة.
والدة الشريف: و لوالدة الشريف البرزة الرزان التي كانت تقص عليه مآثر آبائها و ترضعه مع درها أماني النقابة و الخلافة، و تنفحه بالمال في ذلك السبيل، أثر في مودة الشريف للصابي (كاتب بختيار الدولة) التي تتصل معه بصلة رحم، و عدو عضد الدولة الذي فتك به، و السلطات الفردية من شأنها أن تعتمد المداهنات، و استغلال و شائك الشخصيات و استدراج السراة و الذوات، ثم من بعد ذلك تفترس الشعوب المحكومة لها و تشبع منها شهواتها. و على هذه الأسس الفردية تكون الخطوة أو النكبة.
و لما توفيت سنة 385 هـ جزع الشريف على وفاتها جزعا شديدا، و في قصيدته التي يرثيها بها ألماع لما ذكرنا، فمنها:
و من الممول لى إذا ضاقت يد # و من المعلل لي من الأدواء
لو كان مثلك كلّ أم برة # غنى البنون بها عن الآباء
آبائك الغر الذين تفجرت # بهم ينابيع من النعماء
من ناصر للحق أو داع إلى # سبل الهدى أو كاشف الغماء
نزلوا بعرعرة السنام من العلى # و علوا على الأثباج و الإمطاء