اسم الکتاب : الرياض النضرة في مناقب العشرة المؤلف : الطبري، محب الدين الجزء : 1 صفحة : 6
بجهلهم على من رضي اللّه عنهم و رسوله فجعلوهم غرضا لبهتانهم العظيم، و ذموهم و قد مدحتهم آيات القرآن الكريم قال الملك الجليل مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَ الَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَماءُ بَيْنَهُمْ[1] إلى ذلك مَثَلُهُمْ فِي التَّوْراةِ وَ مَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ[2] أ تراهم خرجوا من هذا الوصف أو خرج عنهم أو اختص به النائي دون القريب و الجليس أو يمكن أن يدعى أن العشرة لم يشتدوا على الكفار و ينصروا رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) أو يقال إن واحدا منهم لم يكن معه، فغير مسلم إن أريد معية الإسلام و الإيمان فهم إليها من أول مجيب، أو معية الالتفات و الاحتفاف، فلهم منها أو فر نصيب، أو يقال بأنهم زايلوا ذلك الوصف بعد وفاته و ارتكبوا ما حكم لهم بخلافه من مخالفاته فالنص يدفع ذلك و يرده و يمنع ذلك الدين من اعتقاده و يصده قال اللّه تعالى لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ ما فِي قُلُوبِهِمْ[3] أ ترى خفي عن علمه ما يزعمونه من فسقهم أو ردتهم و قال وَ السَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهاجِرِينَ وَ الْأَنْصارِ (إلى قوله) رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَ رَضُوا عَنْهُ وَ أَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهارُ أ تراه أعدها لهم مع علمه بما يوجب منعهم منها و أي فائدة في الإعلام بها مع ثبوت صرفهم عنها معاذ اللّه أن يكون الأمر كذلك، و حاشا للّه أن يختار لرسوله صحبة أولئك، و ما نقموا منهم مما يوهم ظاهره، لو لم يرد ما يعارضه لوجب اعتقاد أحسن الوجوه و حملها عليه، فكيف و الأدلة الظاهرة تؤكد ذلك و تقضي بالمصير إليه: توفيقا بين مقطوع الكتاب و مظنون السنة و تصديقا لشهادته (صلّى اللّه عليه و سلّم) لهم بالجنة، كيف و قد علم (صلّى اللّه عليه و سلّم) جملة ما وقع منهم و نبه على كثير مما جرى بينهم و صدر عنهم حتى صرح بالنهي عن سبهم و حرض على ترك الخوض فيهم و أمر بحبهم فما للجاهل الغبي و لهم، و قد