responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الرياض النضرة في مناقب العشرة المؤلف : الطبري، محب الدين    الجزء : 1  صفحة : 262

ذكر قول أبيه أبي قحافة لما بلغه خبر وفاته‌

حكى ابن النجار في أخبار المدينة أن أبا قحافة حين توفي أبو بكر كان حيا بمكة نعى إليه قال رزء جليل و عاش بعده ستة أشهر و أياما و توفي في المحرم: أربعة عشر بمكة و هو بسبع و تسعين سنة.

ذكر ثناء علي رضى اللّه عنه عليه عند وفاته‌

عن أسيد بن صفوان و كان قد أدرك النبي (صلّى اللّه عليه و سلّم) قال لما قبض أبو بكر سجى عليه و ارتجت المدينة بالبكاء عليه كيوم قبض رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) فجاء علي مسترجعا و هو يقول اليوم انقطعت خلافة النبوة حتى وقف على باب البيت الذي فيه أبو بكر و هو مسجى فقال يرحمك اللّه يا أبا بكر كنت إلف رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) و أنسه و مستراحه و ثقته و موضع سره و مشاورته كنت أول القوم إسلاما و أخلصهم إيمانا و أشدهم يقينا و أخوفهم للّه و أعظمهم غناء [1] في دين و أحوطهم على رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) و أحدبهم على الاسلام و أيمنهم على أصحابه و أحسنهم صحبة و أكثرهم مناقب و أفضلهم سوابق و أرفعهم درجة و أقربهم وسيلة و أشبههم برسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) هديا و سمتا و رحمة و فضلا و أشرفهم منزلة و أكرمهم عليه و أوثقهم عنده فجزاك اللّه عن الإسلام و عن رسوله خيرا كنت عنده بمنزلة السمع و البصر صدقت رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) حين كذبه الناس فسماك اللّه عز و جل في تنزيله صديقا فقال‌ وَ الَّذِي جاءَ بِالصِّدْقِ وَ صَدَّقَ بِهِ‌ الذي جاء بالصدق محمد (صلّى اللّه عليه و سلّم) و صدق به أبو بكر: واسيته حين بخلوا و قمت به عند المكاره حين عنه قعدوا و صحبته في الشدة أكرم الصحبة: ثاني اثنين و صاحبه في الغار و المنزل عليه السكينة و رفيقه في الهجرة و خلفته في دين اللّه و أمته أحسن الخلافة حين ارتد الناس و قمت بالأمر ما لم يقم به خليفة نبي فنهضت حين وهن أصحابك و برزت حين استكانوا و قويت حين ضعفوا و لزمت منهاج رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) إذ هموا


[1] نفعا: كما سيأتي بيان ذلك للمؤلف.

اسم الکتاب : الرياض النضرة في مناقب العشرة المؤلف : الطبري، محب الدين    الجزء : 1  صفحة : 262
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست