اسم الکتاب : الرياض النضرة في مناقب العشرة المؤلف : الطبري، محب الدين الجزء : 1 صفحة : 150
اللّه عز و جل فقال أبو بكر و اللّه لا أشيم سيفا سله اللّه على عدوه حتى يكون هو الذي يشيمه ثم أمره فمضى من وجهه ذلك إلى مسيلمة خرجه أبو معاوية: و منه [1].
ذكر ثباته عند الموت
عن عائشة قالت: لما حضرت أبا بكر الوفاة أردت أن أكلمه في طلحة بن عبيد اللّه فأتيته فإذا هو يحشرج فقلت: إذا حشرجت يوما و ضاق بها الصدر. فقال لها يا بنية أو غير ذلك؟ وَ جاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذلِكَ ما كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ[2]. اجلسيني فأجلسته فرفع يديه فقال اللهم إني لم آل [3]- خرجه أبو حذيفة في فتوح الشام.
ذكر اختصاصه بالفهم عن رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) و أنه كان أعلمهم بالأمور و أعلمهم به
عن أبي سعيد الخدري أن رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) جلس على المنبر فقال: (إن عبدا خيره اللّه بين أن يؤتيه من زهرة الدنيا و بين ما عنده فاختار ما عنده) فبكى أبو بكر و قال: فديناك بآبائنا و أمهاتنا فكان رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) هو المخير و كان أبو بكر أعلمنا به- أخرجاه و أحمد و أبو حاتم و عند البخاري بعد قوله فبكى أبو بكر فعجبنا لبكائه أن يخبر رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) عن عبد خير فكان رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) هو المخير و كان أبو بكر أعلمنا به.
و عند الترمذي من رواية أبي المعلى أن رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) خطب فقال:
(إن رجلا خيره ربه بين أن يعيش في الدنيا ما شاء و يأكل من الدنيا ما
[1] أي من هذا الباب. الذي فيه ذكر شدة بأسه، و ثبات قلبه.