responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الرياض النضرة في مناقب العشرة المؤلف : الطبري، محب الدين    الجزء : 1  صفحة : 112

و بكيت فقال: (ما يبكيك) قلت ما و اللّه على نفسي أبكي و لكن أبكي عليك، فدعا عليه‌ [1] رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) و قال: (اللهم اكفناه بما شئت) قال فساخت فرسه في الأرض إلى بطنها فوثب عنها ثم قال يا محمد، قد علمت أن هذا عملك فادع اللّه أن ينجيني مما أنا فيه فو اللّه لأعمين على من ورائي من الطلب و هذه كنانتي فخذ منها سهما فإنك ستمر على إبلي و غنمي في مكان كذا و كذا فخذ منها حاجتك، فقال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم): (لا حاجة لي في إبلك) و دعا له رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) فانطلق راجعا إلى أصحابه، و مضى رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) حتى أتينا المدينة ليلا، فتنازعه القوم أيهم ينزل عليه رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) فقال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم): (إني أنزل الليلة على بني النجار أخوال بني عبد المطلب أكرمهم بذلك). فخرج الناس حين قدمنا المدينة في الطريق و على البيوت من الغلمان و الخدم. يقولون جاء محمد رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) فلما أصبح انطلق، فنزل حيث أمر.

قال البراء و كان أول من قدم علينا من المهاجرين مصعب بن عمير أخو بني عبد الدار بن قصي فقلنا له ما فعل رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم)؟ قال هو في مكانه و أصحابه على أثري، ثم أتى بعده عمر [2] بن أم مكتوم الأعمى أخو بني فهر، فقلنا ما فعل من وراءك رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) و أصحابه قال هم الآن على أثري ثم أتى بعده عمار بن ياسر و سعد بن أبي وقاص، و عبد اللّه بن مسعود، و بلال، ثم أتانا عمر بن الخطاب في عشرين راكبا، ثم أتى رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) بعدهم، و أبو بكر معه.

قال البراء فلم يقدم علينا رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) حتى قرأ عشرا من المفصل ثم خرجنا تلقاء العير فوجدناهم قد حذروا- أخرجه بتمامه أبو حاتم و أخرج الشيخان و غيرهما من حديث الهجرة إلى بلوغ المدينة.


[1] على الطلب.

[2] المعروف أنه عبد اللّه بن أم مكتوم، و أم مكتوم: أم أبيه، و أبوه شريح بن مالك.

اسم الکتاب : الرياض النضرة في مناقب العشرة المؤلف : الطبري، محب الدين    الجزء : 1  صفحة : 112
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست