اسم الکتاب : الرياض النضرة في مناقب العشرة المؤلف : الطبري، محب الدين الجزء : 1 صفحة : 110
أي برك عليهن و منه الحديث شمتوا في الطعام أي إذا فرغتم فادعوا بالبركة لمن طعمتم عنده و منه تشميت العاطس.
قال أبو عمر و اختلفوا في مكث رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) و أبي بكر في الغار، فيروى عن مجاهد ما روته عائشة في الحديث المتقدم في الباب قبله فمكثا فيه ثلاث ليال و عليه جمهور المحدثين.
و روي في حديث مرسل أن النبي (صلّى اللّه عليه و سلّم) قال مكثت مع صاحبي في الغار بضعة عشر يوما ما لنا طعام إلا تمر البرير يعني ثمر الاراك، و لا يصح هذا، و حمله على غار ثور غلط، فانه كان طعامهم فيه ما تقدم ذكره و إنما كانت هذه القصة و اللّه أعلم أيام كان (صلّى اللّه عليه و سلّم) يعرض نفسه على قبائل العرب يدعوهم إلى اللّه عز و جل و يروى أن ثمر البرير كان طعام النبي (صلّى اللّه عليه و سلّم) و صاحبه في سفر الهجرة.
عن سعد بن هشام قال لما قدم النبي (صلّى اللّه عليه و سلّم) صلّى بهم فقام رجل فقال يا رسول اللّه أحرق بطوننا التمر فقال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم): (إني خرجت أنا و صاحبي هذا يعني أبا بكر ليس لنا طعام إلا حب البرير فقدمنا على إخواننا الأنصار فواسونا في طعامهم و كان جل طعامهم التمر، و ايم اللّه لو أجد لكم الخبز لأطعمتكموه) خرجه في فضائله و سعد بن هشام تابعي يروى عن الزهري و أنس و عائشة.
و عن ابن عباس قال كان أبو بكر مع النبي (صلّى اللّه عليه و سلّم) في الغار فعطش عطشا شديدا فشكا إلى النبي (صلّى اللّه عليه و سلّم) فقال له النبي (صلّى اللّه عليه و سلّم): (اذهب إلى صدر الغار فأشرب). قال أبو بكر: فانطلقت فشربت ماء أحلى من العسل و أبيض من اللبن و أزكى رائحة من المسك، ثم عدت إلى النبي (صلّى اللّه عليه و سلّم) فقال:
(شربت؟) قلت: نعم. قال: (ألا أبشرك يا أبا بكر؟) قلت بلى يا رسول اللّه، قال: (إن اللّه تبارك و تعالى أمر الملك الموكل بأنهار الجنة أن أخرق نهرا من جنة الفردوس إلى صدر الغار ليشرب أبو بكر). فقلت:
اسم الکتاب : الرياض النضرة في مناقب العشرة المؤلف : الطبري، محب الدين الجزء : 1 صفحة : 110