الإجزاء في مثله ممّا لا معنى له، و لا يكون ذلك محطّ البحث.
ففرقٌ بين إتيانِ الصوم إلى سقوط الشمس تقيّةً، و تركِ الصوم رأساً؛ لأجل ثبوت الهلال عندهم و لزوم التقيّة في تركه؛ ففي الأوّل يقع البحث في إجزائه، دون الثاني، فما في بعض الكلمات من التسوية بينهما [1] في غير محلّه. و حينئذٍ تكون ما وردت في إفطار يوم شهر رمضان و قضائه [2] غير مخالفة لما سيأتي من الإجزاء.
حول الأدلّة الدالّة على الإجزاء في التقيّة الاضطراريّة
إذا عرفت ذلك فمن الطائفة الأُولى:- أي ما كان العنوان هو «الضرورة و الاضطرار» حديث الرفع [3] و قد تعرّضنا لفقه الحديث و حدود دلالته و دفع
[1] انظر جواهر الكلام 16: 258 260، رسالة في التقيّة، ضمن تراث الشيخ الأعظم 23: 78 80، مستمسك العروة الوثقى 8: 320 324.
[2] كرواية رفاعة، عن رجل، عن أبي عبد اللَّه (عليه السّلام) قال: دخلت على أبي العبّاس بالحيرة فقال: يا أبا عبد اللَّه، ما تقول في الصيام اليوم؟ فقلت: ذاك إلى الإمام، إن صمت صمنا و إن أفطرت أفطرنا، فقال: يا غلام، عليّ بالمائدة، فأكلت معه و أنا أعلم و اللَّه أنّه يوم من شهر رمضان، فكان إفطاري يوماً و قضاؤه أيسر عليّ من أن يضرب عنقي و لا يعبد اللَّه.
الكافي 4: 83/ 7، وسائل الشيعة 10: 132، كتاب الصوم، أبواب ما يمسك عنه الصائم، الباب 57، الحديث 5.
[3] و هو ما رواه حريز بن عبد اللَّه، عن أبي عبد اللَّه (عليه السّلام) قال: قال رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و آله و سلّم): رفع عن أُمّتي تسعة أشياء: الخطأ و النسيان و ما اكرهوا عليه، و ما لا يعلمون، و ما لا يطيقون، و ما اضطروا إليه، و الحسد، و الطيرة، و التفكّر في الوسوسة في الخلوة ما لم ينطقوا بشفة.
التوحيد: 353/ 24، الخصال: 417/ 9، وسائل الشيعة 15: 369، كتاب الجهاد، أبواب جهاد النفس، الباب 56، الحديث 1.