و من هذا الباب قوله سبحانه: وَ لَوْ لاََ كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ إِلىََ أَجَلٍ مُسَمًّى لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ فالسبق إلى الشيء يوجب حيلولة فقولك سبقت إلى مكان كذا يوجب وجود شيء آخر سبقته و حلت بينه و بين المكان قبل أن يصل إليه فسبقة كلمة سبحانه إلى أجل مسمّى و هو قوله: وَ لَكُمْ فِي اَلْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَ مَتََاعٌ إِلىََ حِينٍ يعطي أنّه محيط بهم قريب لو لا السد الذي سدّه سبحانه تجاهه لغشيهم فصل القضاء فافهم.
ثم إن ما مرّ من ظهور الباطن و بطلان الظاهر يوجب ظهور الحق سبحانه يومئذ و ارتفاع حجب الماهيات و انتهاك استار الهويات و بلوغ الكل إلى غاية الغايات من سيرهم و منتهى النهايات من كدحهم و رجوعهم و هو قوله سبحانه: يَسْئَلُونَكَ عَنِ اَلسََّاعَةِ أَيََّانَ مُرْسََاهََا `فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْرََاهََا `إِلىََ رَبِّكَ مُنْتَهََاهََا و قوله سبحانه:
وَ أَنَّ إِلىََ رَبِّكَ اَلْمُنْتَهىََ و قوله: يََا أَيُّهَا اَلْإِنْسََانُ إِنَّكَ كََادِحٌ إِلىََ رَبِّكَ كَدْحاً فَمُلاََقِيهِ و قوله: وَ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ و قوله: وَ إِلَيْهِ
اسم الکتاب : الرسائل التوحيدية المؤلف : العلامة الطباطبائي الجزء : 1 صفحة : 237