responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الرسائل التوحيدية المؤلف : العلامة الطباطبائي    الجزء : 1  صفحة : 182

و هذه التعبيرات جميعها مستقيمة واضحة عند الممارس المستأنس بالتعبيرات المتشابهة التي وردت في الشرع.

و على أي حال كانت شجرة كان أصلها يستوجب الهبوط إلى الدنيا و حيث أن الغاية فيها هي التحقق بعلم الأسماء كلّها كما يتبين من سابق الآيات و هي الولاية فلذلك عبّر عنها تارة بشجرة الحنطة و تارة بشجرة تحمل كل ثمرة و تارة بشجرة علم محمد و آله.

و يمكن أن يكون شجرة الحنطة و الإنسان يعيش بها فيؤول إلى تمثل الحياة الدنيا له (عليه السّلام) و يؤيده قضية ظهور السوأة و بدوّها و روي عنهما و الله العالم.

و يمكن أن يكون إلى ما مرّ الإشارة بقوله سبحانه: إِنََّا عَرَضْنَا اَلْأَمََانَةَ عَلَى اَلسَّمََاوََاتِ وَ اَلْأَرْضِ وَ اَلْجِبََالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهََا وَ أَشْفَقْنَ مِنْهََا وَ حَمَلَهَا اَلْإِنْسََانُ إِنَّهُ كََانَ ظَلُوماً جَهُولاً الآية.

فقوله سبحانه: إِنَّهُ كََانَ ظَلُوماً يحكي عن ظلم سابق و جهالة سابقة فموطن هذا العرض إن كان هو الوجود الدنيوي فالظلم في نشأة سابقة و الأمانة هي التكليف كما يفسره به بعض الروايات و إن كان قبل الوجود الدنيوي فالظلم قبلها بطريق أولى و الأمانة هي الولاية كما يفسره بعض آخر من الروايات و كلاهما صحيحان فإن الدنيا جارية على ما جرى عليه الأمر قبلها من سعادة و شقاوة.

و قوله سبحانه بعده: لِيُعَذِّبَ اَللََّهُ اَلْمُنََافِقِينَ وَ اَلْمُنََافِقََاتِ وَ اَلْمُشْرِكِينَ وَ اَلْمُشْرِكََاتِ وَ يَتُوبَ اَللََّهُ عَلَى اَلْمُؤْمِنِينَ وَ اَلْمُؤْمِنََاتِ وَ كََانَ اَللََّهُ غَفُوراً رَحِيماً الآية بيان لغاية عرض الأمانة و قد قسم الإنسان بقسمين مؤمن و منافق إشعارا بأن الكل حاملون فمنهم من حمله ظاهرا و باطنا و منهم من‌

اسم الکتاب : الرسائل التوحيدية المؤلف : العلامة الطباطبائي    الجزء : 1  صفحة : 182
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست