اسم الکتاب : الرسائل التوحيدية المؤلف : العلامة الطباطبائي الجزء : 1 صفحة : 158
و الذي يظهر من معناها بما يناسب البناء على ما مرّ من الأصول أن يقال أن السموات السبع و الأرضين السبع ما كانت منحازة في زمن الأنبياء السابقين كل الانحياز و لا كانت شرائعهم مستوعبة للأعمال النازلة من السموات غير ما نزلت مما فوق السماء السابعة كأصل التوحيد و الولاية و النبوة و بعض مما دونها بحسب استعداد الأمم الماضية فلمّا تولد المسيح عيسى بن مريم (عليه السّلام) منع إبليس لعنه الله من ثلاث سماوات و هي السابعة و السادسة و الخامسة و انحازت إذ ذاك ثلاث من الأرضين و استوعبت شريعته بتكميل شريعة موسى (عليه السّلام) من الأعمال بنسبة ذلك ثم لما تولد محمد (صلّى اللّه عليه و آله) منع لعنه الله ببركته (صلّى اللّه عليه و آله) من جميع السموات السبع و انحازت بذلك جميع الأرضين السبع و قذفت الشياطين بالشهب و انقطعت الكهانة و استوعبت شريعته المقدسة جميع الأعمال النازلة من السموات السبع فافهم إن كنت من أهله إن شاء الله.
و اعلم أن الشياطين غير منحصرة في الجن بل ربما لحق بهم شياطين من الإنس أيضا و هو الذي يقتضيه الأصول السابقة و هو الفناء في الشيطان قال تعالى: شَيََاطِينَ اَلْإِنْسِ وَ اَلْجِنِّ و قال تعالى: مِنْ شَرِّ اَلْوَسْوََاسِ اَلْخَنََّاسِ `اَلَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ اَلنََّاسِ `مِنَ اَلْجِنَّةِ وَ اَلنََّاسِ .
و في قصص الراوندي مسندا عن عبد العظيم الحسني (عليه السّلام) عن علي بن محمد العسكري في حديث ظهور إبليس لعنه الله لنوح (عليه السّلام) فقال نوح (عليه السّلام) : تكلم. فقال إبليس لعنه الله: إذا وجدنا ابن آدم شحيحا أو حريصا أو حسودا أو
اسم الکتاب : الرسائل التوحيدية المؤلف : العلامة الطباطبائي الجزء : 1 صفحة : 158