responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الرسائل التوحيدية المؤلف : العلامة الطباطبائي    الجزء : 1  صفحة : 103

في الإنسان الفرد و هي طبيعة إذا لوحظت كذلك لم تعرضها الكلية بل الجزئية لكنها خالية عن المادة و انفعالاتها غير أن معها الأفعال الموجودة في الإنسان الفرد المادي.

فإذا فرضنا موجودا جوهريا ماديا طبيعيا تحقق هناك جهات ثلاث الوجود الجوهري مجردا عن التقيد بالمادة و الأحكام التي عند المادة و الوجود الجوهري مجردا عن المادة دون الأحكام التي عند المادة و الوجود الجوهري المادي و هذه الثلاث هي التي تسميها الحكماء بالوجود و الوجود المثالي و الوجود المادي.

ثم إن من الضروري أن في مرتبة الوجود المثالي من الإنسان مثلا جواز الاتصاف بالأفعال الصادرة عنه في مرتبة الوجود المادي و إلاّ امتنع الاتصاف بها هناك فلتلك المرتبة نسبة ما مع تلك الأفعال و حيث إن المأخوذ هو الوجود و وجود النسبة و النسبة غير مستقلة بذاتها لا تتحقق إلاّ بتحقق الطرفين فلتلك الأفعال وجود ما في مرتبة الوجود المثالي كالعكس و حيث إن لمرتبة الوجود المثالي تقدّما في نفسه على مرتبة الأفعال بالضرورة فبينهما تقدما و تأخرا بالوجود فبين الوجود المثالي و مرتبة الأفعال ترتبا بحسب المرتبة و علّية و معلولية و ظاهرية و مظهرية فهما مرتبتان من مراتب ظهور الوجود.

و بمثل البيان يظهر إن مثل هذه النسبة بعينها موجودة بين الوجود المجرد و الوجود المثالي.

هذا كلّه في الأمور الموجودة في مرتبة الطبيعة المختصة بكل نوع و مثل الكلام يجري في الأمور الموجودة في أزيد من نوع أو في جميع الأنواع و الموجودات الطبيعية فظهر أن فوق مرتبة الطبيعة مرتبتين آخريين مرتبة التجرد و مرتبة المثال.

اسم الکتاب : الرسائل التوحيدية المؤلف : العلامة الطباطبائي    الجزء : 1  صفحة : 103
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست