اسم الکتاب : الذات الإلهية المؤلف : خلصان، مالك مهدي الجزء : 1 صفحة : 61
الوزارات ليست وزارات لها مباني ، وإنّما هي وزارات لها نفوذ اجتماعي ، والحكومات ليست هي الحكومات الرسمية فقط ، وإنّما الحكومات هي القوى التي تمتلك النفوذ الاجتماعي سواءً كانت رسمية أو غير رسمية ، وهناك أجهزة تدير العالم في زماننا هذا في الحقل المالي ، وحقل التسلّح العسكري والمصرف والإعلام ، هذه كلّها أجهزة سرية تدير العالم ، ولا نعرف من يقف وراءها ، فليس معنى النفوذ والنشاط أن يكون هذا النشاط معلناً ومن يقف وراءه معلناً ، ولا يوجد رابط بين القدرة على الحكم وبين إعلان الحاكم ، بل حتّى الحكومات المعلنة تقف وراءها أجهزة سرية .
الإمام المهدي (عجل الله فرجه الشريف) حاضر وموجود ونشط في مختلف القضايا ، ولو تأمّلنا في هذه الآية من سورة الكهف {فَوَجَدَا عَبْداً مِنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْماً}[1] . لوجدنا أنّ هذه القصّة تشير إلى مجموعة من العباد الذين آتاهم الله رحمة من عنده وعلماً لدنّياً يقومون بأدوار خفيّة على طبق البرنامج والأوامر الإلهية في إدارة المجتمعات .
يقول الإمام الباقر(عليه السلام):
"إنّ علي(عليه السلام) كان محدّثاً... يحدّثه ملك. قلت: تقول: إنّه نبي؟ ]قال[ فحرّك يده هكذا: أو كصاحب سليمان ، أو كصاحب موسى..."[2].
ولولا علم التأويل لم يقتنع موسى(عليه السلام) بما فعله الخضر(عليه السلام) ، {ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْتَطِعْ عَلَيْهِ صَبْراً}[3] ، عندما عرف التأويل اقتنع ورضي بما فعله الخضر على ضوء أُسس شريعته التي تغطّي هذه المتغيّرات ، والنبي موسى لم يكن عنده هذا