responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الذات الإلهية المؤلف : خلصان، مالك مهدي    الجزء : 1  صفحة : 59

المتغيّرات؟ وهذا السؤال لا يجد جواباً إلاّ عند مدرسة أهل البيت(عليهم السلام) ، بحيث تعتقد أنّ الإمام عند علم الكتاب كلّه ، ومن هنا نحن نقول : إنّ هذا المقام يعدل مقام أُولي العزم من الأنبياء السابقين(عليهم السلام) ، وإن كنت لست في مقام إثبات هذا الأمر إلاّ أنّها إشارة معترضة; لأنّ الذي يحيط بأُسس شريعة وأُصول عامّة تغطّي المتغيّرات لملايين البشر حتّى يوم القيامة ، هوالذي يستطيع الإحاطة بعلم الكتاب كلّه ، وهذا علمه يزيد على علم الأنبياء السابقين ، والفترة التي كانت فيها شرائع الأنبياء السابقين شرائع محدودة بفترة معيّنة قد تطول أو تقصر ، وكلّها نسخت بشريعة النبي ، فالذي يقوم مقام النبي في خلافته ـ باستثناء النبوّة ـ في تغطية حاجيات البشر من خلال المتغيّرات التي تطرأ على البشر ، فهو الحافظ للشريعة ، كما يعرّفه الإمامية بهذا التعريف باعتباره القادر على تغطية الشريعة للمتغيّرات.

التأويل لا يعلمه إلاّ الله والراسخون في العلم ، وللتأويل معان عديدة ، منها : تطبيق الأُسس على المتغيّرات ، كما حدث بين موسى(عليه السلام) والخضر في قضية السفينة والغلام والجدار التي يذكرها القرآن في سورة الكهف ، بحيث يكون الانطباق بين الشريعة والمتغيّرات انطباقاً يقينياً يؤثّر في مستقبل القضية ، فبقاء الجدار وعدمه ، وبقاء الغلام وعدمه ، وخرق السفينة وعدمها ، يترتب عليه أُمور عديدة ونتائج مختلفة ، ولو بقي هذا الغلام لانقطع نسل سبعين نبياً ، كما ورد في بعض الروايات التي يرويها الفريقان[1] ، أي : سيحدث منعطف خطير في حياة البشرية لو قدّر لهذا الغلام أن يبقى .


[1]تفسير نور الثقلين 3: 286 ، ذيل سورة الكهف ، الحديث 171 ـ 174 .

روح المعاني 8: 334 ، ذيل الآية 81 من سورة الكهف .

اسم الکتاب : الذات الإلهية المؤلف : خلصان، مالك مهدي    الجزء : 1  صفحة : 59
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست