responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الذات الإلهية المؤلف : خلصان، مالك مهدي    الجزء : 1  صفحة : 46

الآخر؟ إذاً فنحن بحاجة إلى وضع ضوابط وأدوات للاعتراف بالآخر .

صحيح إنّني لا أستطيع أن أدّعي امتلاك الحقيقة باعتباري إنسان عادي غير معصوم ، والقرآن الكريم والمذهب الإمامي يدعو إلى العقل الجماعي ، قال علي(عليه السلام): "حق على العاقل أن يضيف إلى رأيه رأي العقلاء، ويضمّ إلى علمه علوم الحكماء"[1] ، هذا صحيح لوجود لفظ حق على العاقل أن يضيف إلى رأيه رأي العقلاء الناس ، والحديث لم يقل أعقل الناس من جمع أهواء الناس إلى هواه ، ولم يقل أعقل الناس من جمع سفاهات الناس إلى سفاهته ، ولذلك من المفيد أن نضيف إلى علمنا علم الغربيين من حيث التكنلوجيا والتقنيات الحديثة والدراسات العلمية والتعدّدية السياسية ، ولكن ينبغي علينا أن نترك ما يعتبر من التخلّف في المجتمعات الغربية من الانحلال الخلقي والتفسّخ والرقص والمجون التي تضجّ منها أوروبا والهند واليابان مع كونهم غير مسلمين إلاّ أنّهم يخشون على أنفسهم من شراسة الجنس والإغراء والتحلّل والمجون الذي تصدره أمريكا .

والعقل الجماعي الذي تكلّمنا عنه هو الشورى في المفهوم الإسلامي ، العقل الجماعي وليس الإرادة الجماعية ، ونحن نحترم التعدّدية في هذا الإطار ، وهي جيّدة ومفيدة ، ولكن المهم هو انتقاء الفكر الصحيح عند الآخر ، لا قبوله بشكل مطلق بحجّة قبول الآخر والتعدّدية ، وإذا لم يكن فيه شيء صحيح لا نقبل منه شيء ، وإذا كان يحتوي على نسبة ضئيلة من الصحة لا نقبل غير هذه النسبة الضئيلة ، ونرفض الفكر الخاطىء منها .

ومن الأخطاء الشائعة في هذا الزمان اقتحام الحوار من قبل أشخاص لا يعلمون من التخصّص الذي يدور حوله الحوار شيئاً ، فليس من المعقول أن يدير


[1]ميزان الحكمة 4: 1525، الحديث 9863.

اسم الکتاب : الذات الإلهية المؤلف : خلصان، مالك مهدي    الجزء : 1  صفحة : 46
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست