responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الذات الإلهية المؤلف : خلصان، مالك مهدي    الجزء : 1  صفحة : 247

وعندما جاء علي(عليه السلام) لم يشأ أن يتوسّع في رقعة البلاد الإسلامية ، والداخل الإسلامي يعاني من الخواء والفساد ، فتوجّه إلى الإصلاح الداخلي ، وللأسف فقد واجهه أصحاب الجمل ، وواجه العصبيات القبلية ، والعصبيات القرشية ، والأحزاب التي لم يكن يروق لها عدل علي(عليه السلام) . ودوافع حرب الجمل معروفة .

الحسين(عليه السلام) يحيي دين النبي ويعيد مبادءه

ومنهج النبي محمّد(صلى الله عليه وآله) نراه عند سبطه الإمام الحسين(عليه السلام) في يوم عاشوراء الذي أخذ على عاتقه إحياء مباديء جدّه محمّد(صلى الله عليه وآله) التي تعرّضت للتشويه والانحراف على أيدي بني أمية ، فنرى أنّ الحسين بن علي(عليه السلام) في يوم عاشوراء يضع خدّه على خدّ جون ذلك العبد ، وهذا نوع عظيم من أنواع الاحترام عند العرب ، ويساوي الحسين(عليه السلام) بين جون ـ العبد الأسود ـ وبين علي الأكبر ، السيد القرشي الذي ينتسب لرسول الله(صلى الله عليه وآله) .

ومبدأ العدل متجذّر في مذهب أهل البيت(عليهم السلام) الذي يرفض أن يكون الخروج على ولي الأمر حراماً ، كما هو في المذاهب الأُخرى ، والإمامية تضع شروطاً للإمام أشدّ ممّا تنشده البشرية ، فنحن نعتقد أنّه معصوم ، فيتوصل إلى النظام الحقوقي العدل ، والنظام المالي العادل ، والنظام القضائي العادل ، والنظام السياسي العادل ، والسيرة العادلة بدون أيّ تفرقة بين مؤمن ومؤمن ، وأنّ الحاكم ليس الإمام المعصوم أو الرسول ، بل الحاكم الأوّل هو الله ، وأنّه ليس من حق الرسول(صلى الله عليه وآله) أو الإمام التشريع بدون أمر الله ونهيه ، وأنّ الإمام المعصوم لا يشاء إلاّ ما يشاء الله ، ولا يفعل ما لا يرضي الله تعالى ، إذن حاكمية الله تتجلّى في فعل المعصومين الذين هم عباد مكرمون لا يعصون الله ما أمرهم ، ويفعلون ما يؤمرون ، وهذا ليس مغالاة ، بل هو التوحيد في الحاكمية الذي يتميّز به مذهب أهل البيت(عليهم السلام) .

اسم الکتاب : الذات الإلهية المؤلف : خلصان، مالك مهدي    الجزء : 1  صفحة : 247
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست