اسم الکتاب : الذات الإلهية المؤلف : خلصان، مالك مهدي الجزء : 1 صفحة : 208
يعتبر لغة توصل مفهوماً معيّناً ، فمثلا : القيام للشخص الآخر يدل على الاحترام ، مع أنّ القيام فعل وليس كلاماً، واختلاف الأعراف في المجتمعات المختلفة قد يصل إلى مرحلة النقيض ، فيكون الفعل حسناً عند أُمّة ويكون هذا الفعل نفسه قبيحاً عند أمّة أُخرى ، ولا يمكن تذويب اللغات المختلفة في لغة واحدة ، وتذويب الآداب المختلفة في أدب واحد ، وحمل الهويات المختلفة على هوية واحدة ، وقد واجه هذا الطرح العديد من الاعتراضات من قبل العديد من الأُمم التي تخاف على هويتها وعلى عاداتها وتقاليدها .
خطورة طرح العولمة
وطرح العولمة يهدّد هويتنا الوطنية والقومية والدينية والمذهبية والفكرية والروحية ; لأنّ لكل أُمّة عاداتها وتقاليدها بغض النظر عن إيجابية هذه العادات والتقاليد أو سلبيتها ، إلاّ أنّها موجودة عند كل أُمّة من الأُمم ، وتعتبر جزءاً من هوية هذه الأُمّة ، ومن المستحيل أن تعيش أُمّة من دون عادات وتقاليد ، ولا توجد أُمّة من الأُمم لم تتأثّر بأُمم أُخرى .
من التقليد ما هو إيجابي ، ومنه ما هو سلبي
إذن الأُمّة لابدّ لها من التقليد ، والتقليد لا يعتبر سلبياً في كل الأحوال ، بل هو إيجابي في بعض الأحوال ، بل هو ضروري ولازم في أحوال أُخرى ، كما في تقليد أهل التخصّص ، حيث لابدّ من توزيع التخصّصات والمهمّات وفق رؤية علمية صحيحة يستطيع الإنسان أن يركن إليها ، وذلك لأنّ الكائن البشري لا يستطيع أن يكون خبيراً في كل شيء .
وكلامنا هذا لا يقتصر على التقليد الفقهي ، وإنّما يعم جميع التخصّصات ; لأنّ التقليد منهج علمي شريطة أن يخضع لرؤية علمية سليمة ، وموازين صحيحة تعتمد
اسم الکتاب : الذات الإلهية المؤلف : خلصان، مالك مهدي الجزء : 1 صفحة : 208