لك عندي ما عشت يا ابن رسول* * * اللّه حزن يفي بحقّ ودادي
ناظر بالدّموع غير بخيل* * * وحشي بالسّلو غير جواد
هذا هو شعار الشّيعة: قلب حزين، و طرف دامع على مصاب أهل البيت (عليهم السّلام).
و قال قائل: ألا يجد الشّيعة سبيلا يعبّرون به عن ولائهم لأهل البيت غير البكاء و الدّموع؟!.
قلت: أجل: نعبّر أيضا عن ولائنا لهم بالصّلوات إلى مقاماتهم المقدّسة، و التّبرك بأضرحتهم، و بشدّ الرّحال إلى مقاماتهم المقدّسة، و التّبرك بأضرحتهم الشّريفة.
قال: تعيشون في عصر الذّرّة و الكواكب، ثمّ تبكون على من مات من مئات السّنين، و تشدّون الرّحال إلى الأحجار و الصّخور؟!.
قلت: أمّا البكاء على الحسين (عليه السّلام) فليس بكاء على من مات، كما يفهمها الجاهلون، و لا هو بكاء الذّل و الإنكسار، و إنّما هو احتجاج صارخ على الباطل و أهله، أنّه صواعق تنهال على رؤوس الطّغاة الظّالمين في كلّ زمان و مكان، أنّه تعبير صادق عن الإخلاص للحقّ، و النّقمة على الجور، أنّه تعظيم للتّضحية و الفداء، و الحقّ و الواجب، و الشّجاعة على الموت، و إكبار للأنفة من الضّيم،