يعقوب إلى يوسف و خير لي مصرع أنا لاقيه، كأنّي بأوصالي تقطعها عسلان الفلوات بين النّواويس، و كربلاء فيملأنّ منّي أكراشا جوفا، و أجربة سغبا، لا محيص عن يوم خطّ بالقلم، رضا اللّه رضانا أهل البيت نصبر على بلائه و يوفينا أجور الصّابرين، لن تشذّ عن رسول اللّه لحمته بل هي مجموعة له في حظيرة القدس تقرّ بهم عينه، و ينجز بهم وعده، من كان باذلا فينا مهجته، و موطّنا على لقاء اللّه نفسه فليرحل معنا فإنّني راحل، مصبحا إنّ شاء اللّه تعالى» [1].
قال: بالتّسليم و الرّضا فيما ورد عليه من السّرور أو السّخط» [2].
إذن لا يقاس المؤمن المخلص بالإعتقادات و العبادات، و إنّما يقاس إيمانه و إخلاصه بالتّسليم لأمر اللّه، و طيب نفسه بما يرضي اللّه، و لو كان قرضا بالمقاريض، و نشرا بالمناشير.
قال أمير المؤمنين: «أوحى اللّه إلى داود: تريد، و أريد، و لا يكون إلّا ما أريد، فإن أسلمت لما أريد أعطيت ما تريد، و إن لم تسلم لما أريد أتعبتك فيما تريد، ثمّ لا يكون إلّا ما أريد» [3].
و قال: «... و لا تسخط اللّه برضا أحد من خلقه، فإنّ في اللّه خلفا من غيره، و ليس من اللّه خلف في غيره ...» [4].
[1] انظر، شرح الأخبار، القاضي النّعمان المغربي: 146، كشف الغمّة: 2/ 239، اللّهوف في قتلى الطّفوف: 25.