تحدّث التّأريخ عن بطولات عليّ بن أبي طالب، و شجاعته، و فدائيته، و تضحياته، كما تحدّث عن زهده، و علمه، و بلاغته، و تلك صفحة مشرقة من حياته يرويها التّأريخ عنه، و نستشف منها عدله، و يقظته، و شدّته في الحفاظ على أموال الدّولة، و تطبيق قانون «من أين لك هذا»؟.
فقد حدّث عليّ بن أبي رافع قائلا [2]: كنت على بيت المال أيّام ولاية عليّ بن
[2] أبو رافع: هو مولى رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله)، اختلف في اسمه، فقيل: اسمه إبراهيم، و قيل: أسلم، و قيل:
ثابت، و قيل: هرمز، و صالح.
يعدّ في الطّبقة الأولى من الشّيعة، كان قبطيّا عند العبّاس بن عبد المطّلب، فوهبه لرسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله)، فلمّا بشّر (صلّى اللّه عليه و آله) بإسلام العبّاس أعتقه.
هاجر من مكّة إلى المدينة، و شارك مع المسلمين في غزوات رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله).
لزم أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (عليه السّلام)، و شهد معه حروبه، و بعد استشهاد الإمام (عليه السّلام) رجع إلى المدينة مع الإمام الحسن (عليه السّلام)، حيث أعطاه قسما من بيت عليّ (عليه السّلام)، لأنّه باع داره عند خروجه مع الإمام عليّ (عليه السّلام) إلى الكوفة.