responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الحسين و بطلة كربلاء المؤلف : مغنية، الشيخ محمد جواد    الجزء : 1  صفحة : 412

و المناضلين من البسطاء و الفقراء أن افتحوا دائما عيونكم، و حدّقوا في كلّ قوى الشّر الّتي تحيطكم، و اقمعوا كلّ عوامل الضّعف و التّردد و الخنوع في أعماقكم و اثأروا لكلمة اللّه الحقيقة ... كلمة الحقّ، و العدل، و الحرّيّة.

أيمكن أن نعثر في تراثنا على قصّة أروع من قصّة خروج الحسين و استشهاده لنستلهم منها العبرة، و المثل، و القدرة على الفداء؟ هل يمكن للفنّان الّذي يعيش بفكره و وجدانه هذه القصّة أن يقاوم في نفسه الرّغبة العميقة و المخلصة في تجسيد أحداثها بوسيلته الخاصّة أيّا كانت شعرا أو لونا أو نغما أو حركة، أو هذه كلّها معا؟ و كيف يمكننا أن نظل ليل نهار نتحدّث عن التّراث العريق الّذي نملكه، دون أن تتقدّم خطوة نحو بعث هذا التّراث، و استخلاص أغلى ما فيه، و أعزّ ما فيه و أبقى ما فيه، و نشره و إشاعته بكلّ الوسائل بين النّاس ...

هكذا صنع شاعر كبير هو عبد الرّحمن الشّرقاوي. و هكذا صنع مخرج مسرحي كبير هو كرم مطاوع؛ لقد كتب الشّر قاوي مأساة الحسين أو ملحمته، في مسرحيّة شعريّة هي بالتّأكيد آخر نقطة بلغها في رحلته الفكريّة و الفنيّة، و هي أيضا آخر نقطة بلغها تطور المسرح الشّعري في بلادنا حتّى الآن. و تناولها كرم مطاوع من بعده، فركّز فصولها، و كثّف مشاهدها حتّى يمكّنه تجسيدها على خشبة المسرح، لأنّها في أصلها تزيد عن أربعمئة صفحة ... و استغرق الإعداد و الإخراج شهورا عدّة. كانت الأنباء تنشر في الصّحف خلالها، عن قرب تقدّيمها للجمهور، على خشبة المسرح القومي.

و أنا لا أكتب في هذا السّطور نقدا للنّص المسرحي المنشور في كتاب أو للعرض المسرحي الّذي أتيح لي أن أشهد «بروفته» النّهائية و لكنّني- للأسف-

اسم الکتاب : الحسين و بطلة كربلاء المؤلف : مغنية، الشيخ محمد جواد    الجزء : 1  صفحة : 412
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست