responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الحسين و بطلة كربلاء المؤلف : مغنية، الشيخ محمد جواد    الجزء : 1  صفحة : 411

ثأر اللّه‌

بقلم: أمير اسكندر

منذ ثلاثة عشر قرنا، خرج الحسين من أرض الحجاز متوجّها صوب العراق، ملبيّا نداء أهلها، كي يعلي كلمة اللّه الحقيقية، كلمة الحقّ، و العدل، و الحرّيّة.

و كان خروجه حينذاك، نذيرا بالنّهاية لكلّ قوى الشّر، و البغي، و الظّلمة، فتربصت به، و تحفّزت له كي تخنق شعاع الضّوء الوليد، و تحاصر كلمة الحقّ في الصّحراء تموت من الظّمأ قبل أن تبلغ أهلها ...

رحلة عذاب طويلة و مجيدة، ما كان يقوى عليها سوى أصحاب الرّسالات وحدهم ... ناضل فيها الحسين بالكلمة و السّيف معا، رفض السّلام الخانع و ارتفع فوق السّلامة الشّخصيّة الذّليلة، و ظل حتّى آخر نبضة في جسده قوي الرّوح، صامد الإرادة، مرفوع الرّأس دائما، حتّى تمكّنت منه قوى الظّلام و الطّغيان فقتلته و فصلت رأسه عن جسده، و حسبت أنّها بجريمتها قد اطمأنّت، و أنّ الأرض من تحت أقدامها قد استقرّت. و لكنّها أدركت بعد فوات الأوان أنّها لم تستطع أن تبلغ من أمرها شيئا، فلا السّلطان دام و لا دعوة الحقّ زالت. قتل الحسين، و لكن كلمته غدت رسالة. قطع رأسه و لكنّه بات رمزا للشّهادة. تضرّج دمه و لكنّه أمسى في عصره، و في كلّ العصور، نداء يصرخ في المؤمنين‌

اسم الکتاب : الحسين و بطلة كربلاء المؤلف : مغنية، الشيخ محمد جواد    الجزء : 1  صفحة : 411
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست