عن كتاب «المنتخب» أنّ عبيد اللّه بن زياد دعا شمر بن ذي الجوشن، و شبث ابن ربعي، و عمرو بن الحجّاج، و ضم إليهم ألف فارس، و أمرهم بإيصال السّبايا و الرّؤوس إلى الشّام [1].
و قال أبو مخنف، مرّ هؤلاء في طريقهم بمدينة تكريت، و كان فيها عدد من النّصارى، فلمّا حاولوا أن يدخلوها إجتمع القسيسون و الرّهبان في الكنائس، و ضربوا النّواقيس حزنا على الحسين، و قالوا: إنّا نبرأ من قوم قتلوا ابن بنت نبيّهم، فلم يجرؤوا على دخول المدينة، و باتوا ليلتهم في البريّة.
و هكذا كانوا يقابلون بالجفاء و الإعراض كلّما مرّوا بدير من الأديرة، أو بلد من بلدان النّصارى [2].
لينا
و حين دخلوا مدينة «لينا»، و كانت عامرة بالنّاس، تظاهر أهلها رجالا و نساء، و شيبا و شبانا، و هتفوا بالصّلاة على الحسين و جدّه و أبيه، و لعن الأمويّين و أشياعهم و أتباعهم، و صرخوا في وجوه الطّغاة: يا قتلة أولاد الأنبياء اخرجوا من بلدنا.
جهينة
و أرادوا الدّخول إلى «جهينة» فبلغهم أنّ أهلها تجمعوا و تحالفوا على قتالهم