responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الحسين و بطلة كربلاء المؤلف : مغنية، الشيخ محمد جواد    الجزء : 1  صفحة : 370

هذا، إلى أنّ الإمام أراد أن يعرف الشّيعة المجتمعين على الخير و التّقوى أنّ لهم عند اللّه الحسنى، و الدّرجات العليا.

و بالتالي، فإنّ أهل البيت قد أدركوا- منذ السّاعة الّتي صرف فيها الأمر إلى غيرهم- أنّ دين جدّهم معرّض للضّياع و الأخطار، لأنّ من قام و يقوم بالأمر لا يؤتمن على شي‌ء .. لقد أحسوا و علموا مقدّما بهذا الخطر، فحاولوا بكلّ سبيل أن يرشدوا النّاس إلى الحقّ و أهله، و يفهموا الأجيال أنّ الّذين تولوا الحكم و السّلطان باسم الدّين ليسوا شهداء للّه في أرضه، و لا خلفاء للرّسول في أمره و نهيه، و إنّما الشّهداء و الخلفاء حقّا هم الّذين أمر اللّه و الرّسول بولائهم و التّمسك بحبلهم، هم الّذين لا يفارقون الحقّ، و لا يفارقهم في قول أو فعل، و يدور معهم كيفما داروا، و أنّى اتّجهوا، تماما كالقرآن سواء بسواء .. و بديهة أنّ هذا الوصف لا ينطبق إلّا على أهل البيت بشهادة حديث الثّقلين.

لقد أراد أهل البيت أن تؤمن و تدين بهذا المبدأ النّاس. و لو طائفة من النّاس، و لا يهمهم بعد ذلك أن يتولى الأمر من يتولّاه؛ و من أجل الإيمان بهذا المبدأ كانت حادثة كربلاء و غيرها من الحوادث و المجازر ... و قد تمّ لهم ما أرادوا فهؤلاء شيعتهم في شرق الأرض و غربها يحيون آثارهم، و يقيمون شعائرهم، و ينشرون مناقبهم و مآثرهم.

اسم الکتاب : الحسين و بطلة كربلاء المؤلف : مغنية، الشيخ محمد جواد    الجزء : 1  صفحة : 370
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست