قال: «أصبحنا في قومنا مثل بني إسرائيل في آل فرعون، يذبّحون أبنآءنا و يستحيون نسآءنا، و أصبح خير البرية بعد محمّد يلعن على المنابر، و أصبح عدوّنا يعطي المال و الشّرف، و أصبح من يحبّنا محتقرا منتقصا حقّه ... و كذلك لم يزل المؤمنون، و أصبحت العجم تعرف للعرب حقّها، لأنّ محمّدا منها، و أصبحت العرب تعرف لقريش حقّها، لأنّ محمّدا منها .. و أصبحنا أهل البيت لا يعرف لنا حقّ، فهكذا أصبحنا» [1].
و إذا كان غير العرب لم ينافسوا العرب في الحكم و السّلطان، لأنّهم أقرب إلى محمّد، و العرب لم ينافسوا قريشا للسّبب ذاته، فالنّتيجة الحتميّة لهذا المنطق أن تنافس قريش أهل البيت في حقّهم بالخلافة، و أن تسمع لهم، و تطيع ... و هذي هي عقيدة التّشيّع لأهل البيت، و لا شيء سواها، و هي- كما ترى- نتيجة طبيعيّة لمنطق الّذي أنكروا هذا الحقّ، و مدلول قهري لدليلهم الّذي اعتمدوا عليه بالذات، و من هنا فرض نفسه على جاحدية، و ظهر على فلتات ألسنتهم من
[1] انظر، تأريخ دمشق: 41/ 369، الطّبقات الكبرى: 5/ 220، تهذيب الكمال: 20/ 400، المنتخب من ذيل المذيل للطّبري: 120. و نسب بعضهم هذا القول إلى الإمام السّجّاد (عليه السّلام).