قد يقول قائل: ما دام الحسين يعلم بأنّه مقتول لا محالة، كما صرّح بذلك لأخيه محمّد بن الحنفيّة و حين علم بمقتل ابن عمّه مسلم، و في مناسبات شتى، فلماذا صحب معه النّساء و الأطفال، حتّى جرى عليها ما جرى؟ ..
الجواب: أجل: أنّ الحسين و الأصحاب و التّابعين كانوا يعلمون بمقتل الحسين قبل وقوعه، فقد اشتهر و تواتر من طريق السّنّة و الشّيعة أنّ النّبيّ (صلّى اللّه عليه و آله) أخبر بذلك أكثر من مرّة ... قال صاحب «العقد الفريد»:
«قالت أمّ سلمة: «كان جبرائيل (عليه السّلام) عند النّبيّ و الحسين معي فغفلت عنه فذهب إلى النّبيّ (صلّى اللّه عليه و آله) و جعله على فخذه
فقال له جبرائيل أ تحبّه يا محمّد؟
فقال (صلّى اللّه عليه و آله): نعم
فقال: إنّ أمّتك ستقتله، و إن شئت أريتك تربة الأرض الّتي يقتل بها، ثمّ فبسط جناحه إلى الأرض و أراه أرضا يقال لها كربلاء. تربة حمراء بطفّ العراق، فبكى النّبيّ (صلّى اللّه عليه و آله)» [1].