و تحدّث الرّسول عن شهداء مؤتة [1]، و بخاصّة جعفر الطّيّار، و قال: أنّ الجوار الّذي صاروا إليه أحبّ إلى نفوسهم، و أقرّ لعيونهم من الدّنيا و ما فيها، و من فيها، أمّا أبناؤهم و عيالهم ففي كفالة اللّه، و هو نعم المولى، و نعم المصير.
قال عبد اللّه بن جعفر: «جاءنا النّبيّ بعد موت أبي، و قال: لا تبكوا على أخيّ بعد اليوم، و دعا بالحلّاق فحلّق رؤوسنا، و قال: أمّا محمّد فشبيه عمّنا أبي طالب، و أمّا عبد اللّه فشبيه خلقي و خلقي، ثمّ أخذ بيدي، و قال: أللّهمّ أخلف جعفرا في أهله، و بارك لعبد اللّه في صفقة يمينه؛ و لمّا ذكرت أمّي يتمنا قال لها: لا تخافي عليهم أنا ولّيهم في الدّنيا و الآخرة» [2].
و كفى بالرّسول الأعظم وليّا، و هل يبغي أبو طالب و آل أبي طالب سوى ولاية اللّه و رسوله؟.
و اختلف المؤرّخون في عمر جعفر الطّيّار، فمن قائل: أنّه استشهد ابن (38)، و قائل (41) [3].
[1] مؤتة قرية (موضع من بلد الشّزام) و الآن في الأردن، و فيها مقام لجعفر الطّيّار مزار و مشهور. انظر، النّهاية في غريب الحديث: 3/ 371.