responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الحسين و بطلة كربلاء المؤلف : مغنية، الشيخ محمد جواد    الجزء : 1  صفحة : 178

القلوب و تمتلي‌ء بالبهجة العريضة ... و ترتفع الأصوات من حناجر الألوف ممتلئة بالحبّ الحقيقي تنادي: «يا رئيسة الدّيوان» ...!

أنّ السّيّدة زينب «رئيسة الدّيوان» رمز لشي‌ء عميق الدّلالة، أنّها المرأة الباسلة الشّجاعة الّتي ظلّت تضمّد جراح الرّجال في معركة كربلاء من أبناء بيت الرّسول و أتباع الحسين، حتّى سقطوا جميعا صرعى بين يديها.

لم يرهبها جنود «يزيد بن معاوية» الأنذال السّفّاحون، الّذين اقتلع حكم يزيد الباطش المطلق من نفوسهم آخر خيط يربطهم بالإنسانيّة ... فكانوا يقطعون بسيوفهم رقاب الأطفال أمام السّيّدة زينب، و رأتهم يبقرون بطن غلام من أبناء الحسين، فلم يزدها ذلك إلّا بسالة و تماسكا و رغبة في النّصر.

و رأت أخاها العظيم الباسل «الحسين بن عليّ» و قد وقف بمفرده أمام جنود يزيد و هو يرفض التّسليم و راح يقاتلهم بعد أن استشهد كلّ أتباعه و أهله ... ما عدا ولده زين العابدين الّذي كان مريضا، و نائما في حضن عمّته «زينب» فتركوه ظنّا منهم أنّه سيلفظ أنفاسه الأخيرة من المرض ... لكنّه عاش ... و كان شوكة في جنب الدّولة الأمويّة، تلك الدّولة الّتي أقامها معاوية بالدّس و الشّر، و التّنكر لأعظم مبادي‌ء الإنسانيّة في ذلك الزّمان ... لرسالة محمّد رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله).

و اندفعت زينب من خبائها نحو أخيها ... حاسرة الرّأس ملتاعة، و زعقت بكلّ قواها ... وا حسيناه ... ثمّ سقط مغمى عليها من الحزن العميق ...

كانت ترى في نهاية الحسين، انهيارا لبناء هائل كبير أقامه جدّها النّبيّ في طول الأرض و عرضها، ليخلّص البشريّة من انحطاطها و اندفاعها نحو الفوضى‌

اسم الکتاب : الحسين و بطلة كربلاء المؤلف : مغنية، الشيخ محمد جواد    الجزء : 1  صفحة : 178
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست