أجل، ما أوذي نبي بمثل ما أوذي به محمّد (صلّى اللّه عليه و آله)، و لكن ولده الحسين (عليه السّلام) قد أصابه في سبيل الإسلام يوم كربلاء أشدّ و أعظم ممّا أصاب جدّه الرّسول الأعظم (صلّى اللّه عليه و آله)، و صبر صبر الأنبياء و الرّسل، أمر أهله و أصحابه بالصّبر، فمن أقواله يوم الطّفّ:
«صبرا بني الكرام، فما الموت إلّا قنطرة تعبر بكم عن البؤس، و الضّرّاء إلى الجنان الواسعة، و النّعيم الدّائم، فأيّكم يكره أن ينتقل من سجن إلى قصر، و ما هو لأعدائكم إلّا كما ينتقل من قصر إلى سجن و عذاب، أنّ أبي حدّثني عن رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله): «الدّنيا سجن المؤمن، و جنّة الكافر» [2]، و الموت جسر هؤلاء إلى جنّاتهم، و جسر هؤلاء إلى جهنّمهم، ما كذبت و لا كذّبت» [3].
و قال و هو يودّع عياله:
«استعدوا للبلاء، و اعلموا أنّ اللّه حاميكم و حافظكم، و سينجيكم من شرّ الأعداء، و يجعل عاقبة أمركم إلى خير، و يعذّب عدوّكم بأنواع العذاب، و يعوضكم عن هذه البلية بأنواع النّعم و الكرامه، فلا تشكوا و لا تقولوا بألسنتكم ما ينقص من قدركم» [4].
لقد تحمّل من ارزائها محنا* * * لم يحتملها نبيّ أو وصيّ نبيّ