responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الحسين و بطلة كربلاء المؤلف : مغنية، الشيخ محمد جواد    الجزء : 1  صفحة : 15

بشكرك عن كلّ شكر، و جوارحنا بطاعتك عن كلّ طاعة فإن قدّرت لنا فراغا من شغل فاجعله فراغ سلامة لا تدركنا فيه تبعة، و لا تلحقنا فيه سأمة، حتّى ينصرف عنّا كتّاب السّيّئات بصحيفة خالية من ذكر سيّئاتنا، و يتولّى كتّاب الحسنات عنّا مسرورين بما كتبوا من حسناتنا ...».

خاف الإمام من الفراغ؛ لأنّه يؤدي بصاحبه إلى المحرمات، و الموبقات، فسأل اللّه أن قدّر له شيئا منه أن يجعله فراغ سلامة لا فراغ تهلكة. فراغ المؤمن الّذي يشغل قلبه و لسانه بذكر اللّه عن عيوب النّاس، و عن كلّ ذكر، و جوارحه بطاعة الرّحمن عن طاعة الشّيطان.

إنّ المجرم لا يشعر باللّذة في ذكر اللّه، و مرضاته، بل لا شي‌ء أثقل عليه من ذلك، تماما كالمريض الّذي يجد العسل مرّ المذاق، و من استحوذ عليه الشّيطان لا يطمئن قلبه إلى ذكر اللّه و شكره، و لا تسكن نفسه إلّا الى الحرام، و المنكرات، و لا يرتاح ضميره إلّا بعيوب النّاس، و أكل لحومهم ..

إنّ الحصول على مرضاة اللّه سهل يسير، و السّبيل إلى طاعته يجدها الغنيّ و الفقير، و القويّ و الضّعيف؛ لأنّها ليست سلعة تحتاج إلى مال، و لا عملا شاقّا يفتقر إلى قوّة، إنّها طهارة النّفس، و تنزيه اللّسان عن الغيبة و الكذب، أنّها الشّغل بذكر اللّه عن كلّ ذكر، و بشكره عن كلّ شكر، فمن حمد اللّه مخلصا فهو مطيع، و من قال حقّا فله الأجر و الثّواب، و من اثنى على الصّالحين، و أحبّ عملهم كان معهم، و أي شي‌ء أيسر من الكلام، و تحريك اللّسان؟! ...

أجل، لا شي‌ء أسهل عليك من أن ترضي الرّقيب الّذي عناه اللّه بقوله: ما

اسم الکتاب : الحسين و بطلة كربلاء المؤلف : مغنية، الشيخ محمد جواد    الجزء : 1  صفحة : 15
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست