عداء بين الكفر الّذي يتمثّل في الأمويّين، و بين الإيمان الّذي يتجسّم في أهل البيت (عليهم السّلام)، و ذكرت مع كلّ رقم جملة تناسبه ممّا حدث يوم الطّفّ، عسى أن يتلو الموالون لأهل البيت بعض صفحات الكتاب في المجالس الحسينيّة، لأشارك في الثّواب، و الحسنات من أحيا أمرهم، و عظّم شعائرهم. قال الإمام زين العابدين (عليه السّلام):
«أللّهمّ صلّ على محمّد و آله، و اشغل قلوبنا بذكرك عن كلّ ذكر، و ألسنتنا بشكرك عن كلّ شكر، و جوارحنا بطاعتك عن كلّ طاعة فإن قدّرت لنا فراغا من شغل فاجعله فراغ سلامة لا تدركنا فيه تبعة، و لا تلحقنا فيه سأمة، حتّى ينصرف عنّا كتّاب السّيّئات بصحيفة خالية من ذكر سيّئاتنا، و يتولّى كتّاب الحسنات عنّا مسرورين بما كتبوا من حسناتنا ...» [1].
لا شيء أسوأ أثرا، و أكثر ضررا من الفراغ، هذا فقير عاطل عن العمل لا يجد وسيلة تدر عليه ثمن الرّغيف، فيجرم، و يحتال بكلّ طريقة للحصول على العيش، و ذاك غني كسول يقتل وقته و نفسه بإدمان الشّراب، و الإفراط في أنواع الملذّات، و ثالث يقبض راتبا، أو يملك عقارا، أو يجد كفيلا يؤمّن له الحياة، و يتّسع وقته لأكثر من الأكل و النّوم، و لا شيء يؤهله لغير الأكل و النّوم، فيملأ فراغه بالقال، و الإشتغال بهذا طويل، و ذاك قصير ...
و إذا عرفنا ما في الفراغ من مفاسد عرفنا السّر في قول الإمام زين العابدين (عليه السّلام):
«اللّهمّ صلّ على محمّد و آله، و اشغل قلوبنا بذكرك عن كلّ ذكر، و ألسنتنا
[1] انظر، الصّحيفة السّجاديّة: 165، الدّعاء الحادي عشر، (دعاؤه بخواتم الخير). بتحقّيقنا.