responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الحسين و بطلة كربلاء المؤلف : مغنية، الشيخ محمد جواد    الجزء : 1  صفحة : 139

من معشر حبّهم دين و بغضهم* * * كفر و قربهم منجى و معتصم‌

يدلنا هذا البيت دلالة صريحة واضحة على أنّ الموالين للعترة الطّاهرة إنّما يوالونهم ولاء عقيدة و إيمان، لا ولاء سياسيّا، و يبغضون أعداءهم بغضا دينيّا لا حزبيّا؛ و قد صرّحت الآيات القرآنيّة، و الأحاديث النّبويّة بأنّ أعظم الفروض، بعد التّوحيد و نبوّة محمّد، المودّة في القربى. و لهذا وحده نجد تأريخ الإماميّة في‌


- عليّ بن الحسين امتداحه، فبعث- بأربعة الآف درهم فردّها، و كتب إليه: إنّما مدحتك بما أنت أهله، فردّها عليه عليّ (عليه السّلام)، و كتب إليه: أن خذّها و تعاون بها على دهرك، فإنا أهل بيت إذا وهبنا شيئا لا نستعيده، فقبلها منه.

و في رواية فبعث بإثني عشر ألف درهم، و في رواية بعشرة الآف درهم، و قال: اعذرنا يا أبا فراس، فلو كان عندنا أكثر من هذا لوصلناك به، و جعل الفرزدق يهجو هشاما و هو في السّجن، فبعث إليه، و أخرجه.

أ تحبسني بين المدينة و الّتي* * * إليها قلوب النّاس تهوي منيبها

يقلّب رأسا لم يكن رأس سيّد* * * و عينا له حولاء باد عيوبها

ذكر الجاحظ في رسائله (89) أنّ هشام بن عبد الملك كان يقال له: الأحول السّراق، و قد أنشده أبو النّجم العجلي ارجوزته الّتي يقول فيها: الحمد للّه الوهوب المجزل.

فأخذ يصفق بيديه استحسانا لها حتّى صار إلى ذكر الشّمس قال: و الشّمس في الأرض كعين الأحول، فأمر بوج عنقه و إخراجه، و علّق الجاحظ على ذلك بقوله: و هذا ضعف شديد، و جهل عظيم.

و قال الشّيخ عبد الجواد الشّربيني في كتاب درّر الأصداف في مناقب الأشراف كان عليّ بن الحسين عاملا على كتمان أسرار اللّه تعالى في العالم كما أشار إلى ذلك في قوله رضى اللّه عنه:

يا ربّ جوهر علم لو أبوح به* * * لقيل لي أنت ممّن يعبد الوثنا

و لاستحل رجال صالحون دمي* * * يرون أقبح ما يأتونه حسنا

انظر، درّر الأصداف في فضل السّادة الأشراف، لعبد الجواد بن خضر الشّربيني، و تفسير الآلوسي:

6/ 190، ديوان الفرزدق: 1/ 51، تهذيب الكمال: 41/ 403، تهذيب الكمال: 20/ 402، تأريخ الخطيب البغدادي: 12/ 181.

اسم الکتاب : الحسين و بطلة كربلاء المؤلف : مغنية، الشيخ محمد جواد    الجزء : 1  صفحة : 139
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست