responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الحسين و بطلة كربلاء المؤلف : مغنية، الشيخ محمد جواد    الجزء : 1  صفحة : 130

ما ينوون و يعملون، و رأينا كيف ينتقم الظّافرون من خصومهم؟ و كيف يخيّرونهم بين الموت و العبودية؟ حتّى و لو كانت الخصومة في الرّأي و الإجتهاد. لذلك و غير ذلك تستبعد هذا النّوع من الحديث، لأنّك تأخذ بمبدأ قياس بعض النّاس على بعض.

و لكن هذا ما حصل بالفعل، و شهد به القريب و البعيد، إقرأ تأريخ الإمام عليّ ابن أبي طالب، لتلمس هذه الحقيقة، و تؤمن بها إيمانك بوجودك، فقد بايعه عبد الرّحمن بن عوف على أن يعمل بكتاب اللّه، و سنّة الرّسول، و سيرة الخليفتين أبي بكر و عمر، فقال له عليّ: أعمل بكتاب اللّه و سنّة الرّسول، و أرجو أن أفعل على مبلغ علمي و طاقتي، فبايع عبد الرّحمن عثمان، و لو قال الإمام نعم لتمّت له الخلافة بدون معارض، و لكنّه أبى أن يكون مقلّدا، أو أن يعد و يخلف‌ [1].


[1] ألا يظهر من هذا كلّه أنّ الرّجل- أي عمر بن الخطّاب- قد جعل أمر التّرشيح بيد رجل واحد و هو عبد الرّحمان بن عوف، و عبد الرّحمان هذا يعرف بأنّ الإمام عليّ (عليه السّلام) يرفض الإلتزام بسيرة الشّيخين، و لذا اشترط الإلتزام حتّى يبعد عنها عليّا و ذلك لما بينهما من الإختلاف من حيث السّيرة حتّى في الإستخلاف، و لما بين سيرتهما و بين سيرة الرّسول (صلّى اللّه عليه و آله)، طلب عبد الرّحمان في حقيقته تعجيزي لا يمكن أن يقبل به إلّا اللّعوب الّذي لا يرعى عهدا و لا يلتزم بتعهد، و ذلك مستحيل على مثل عليّ (عليه السّلام)، لذا قبلها عثمان و لم يلتزم بها أبدا و هو يعلم أنّه لن يلتزم، و كيف يلتزم بثلاثة أنماط من السّيرة متباينة، مختلفة، و ليس فيها جامع.

ما هي الميزة، و الخصّيصة، و المنقبة الّتي تميز بها عبد الرّحمان بن عوف حتّى يجعل هو الحكم بين طرفي الإختلاف إذا وقع حتّى و إن صفق بإحدى يديه على الأخرى كما ذكرنا سابقا من المصادر التّأريخية.

ألكون عبد الرّحمان بن عوف زوّج أمّ كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط، و أمّها أروى بنت كريز، و أروى أمّ عثمان فلذلك هو صهره كما يقولون؟-

اسم الکتاب : الحسين و بطلة كربلاء المؤلف : مغنية، الشيخ محمد جواد    الجزء : 1  صفحة : 130
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست