responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الحسين و بطلة كربلاء المؤلف : مغنية، الشيخ محمد جواد    الجزء : 1  صفحة : 129

إنّه ابن عليّ‌

لو حدّثك محدّث أنّ رجلا بذلت له الملايين على أن ينطق بكلمة باطل لا يسأله عنها سائل، و لا يؤاخذ في هذه الحياة، فأبى و امتنع لا لشي‌ء إلّا لأنّ شفتيه تتنزّه عن التّفوه بالباطل، أو قال لك أنّ الملك قد أتاه لقمة سائغة بلا معارض و لا منازع على أن يقطع على نفسه و عدا بأن يسير على طريق من مضى من الملوك و الحكّام، فأبى و امتنع لا لشي‌ء إلّا لأنّه لا يريد أن يكون مقلّدا لغيره، و لا أن يعد و يخلف؛ فذهب الملك إلى غيره، فلم يهتّم و لم يكترث، حتّى كأنّه نواة يلفظها من فمه، أو حصاة تسقط من يده، أو أخبرك مخبر أنّ عدوّا قصد هذا الرّجل للقضاء على حياته، و لمّا برز له وجها لوجه و تمكّن من عدوّه، و أصبح في قبضة يده، و رأى هذا العدوّ الموت نصب عينيه، طلب منه العفو و الصّفح، فعفا و صفح لا لشي‌ء إلّا رغبة في العفو و الصّزفح، و هو يعلم علم اليقين أنّه لو قتله لباء المقتول بالإثم، و كان للقاتل الفضل و العذر عند اللّه، و النّاس.

لو حدّثك بهذا أو بعضا منه إنسان، أي إنسان، لقلت: أنّ محدّثك لا يدري ما يقول، و أنّه يتوهم و يتكلّم، ذلك لأنّا قد اعتدنا أن نرى النّاس يكذبون و يرائون، و يمرغون الجباة بتراب الأقدام من أجل الدّرهم و الدّينار، و ألفنا أن نقرأ و نسمع العقود و المواثيق في بيانات الحكّام، و كلّها عكس ما يؤمنون به و يدينون، و ضدّ

اسم الکتاب : الحسين و بطلة كربلاء المؤلف : مغنية، الشيخ محمد جواد    الجزء : 1  صفحة : 129
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست