من قتل منهم الجنة و عظيم الثواب قالا و منزلة الفريقين كمنزلة المتلاعنين فيهما فاسق لا يعلمه على التمييز له‌[1] و التعيين إلا الله عز و جل‌[2].

و هذه مقالة مشهورة عن‌[3] هذين الرجلين قد سطرها الجاحظ عنهما في كتابه الموسوم بفضيلة المعتزلة[4] و حكاها أصحاب المقالات عنهما[5] و لم تختلف العلماء في المذاهب في صحتها عن الرجلين المذكورين و أنهما خرجا من الدنيا على التدين بها و الاعتقاد لها بلا ارتياب-

رأي أبي الهذيل العلاف‌

. و حكى أحمد بن يحيى أن أبا الهذيل العلاف كان على هذا المذهب في أمير المؤمنين ع و عائشة و طلحة و الزبير متبعا فيه إماميه المذكورين و لم يزل عليه إلى أن مات‌[6]-

رأي أبي بكر الأصم‌

. و قال شيخ المعتزلة أيضا و متكلمها في الفقه و أحكام الشريعة على أصولها

[1]- ق، ط: التميّز له.

[2]- مسائل الإمامة ص 54، و المقالات و الفرق ص 10، و الانتصار ص 97- 98، و فرق الشيعة ص 12، و مقالات الإسلاميين ج 2 ص 130، و أوائل المقالات ص 50، و الفرق بين الفرق ص 120 و 320، و التبصير في الدين ص 41، و الفصل ج 4 ص 153، و الملل و النحل ج 1 ص 49، و شرح المواقف ج 8 ص 379.

[3]- م، ق: عند.

[4]- هذا الكتاب فقد و لم يصل إلينا.

[5]- تقدم ذكر المصادر في الهامش 2.

[6]- مقالات الإسلاميين ج 2 ص 130، و المغني ج 20 ق 2 ص 78، و الفرق بين الفرق ص 321، و الفصل ج 4 ص 153.